ولكن بعد ظهور الإسلام وتعرض مصالحهم غير المشروعة للخطر. غيّر قسمٌ منهم شكل القضية ، وهبوا في النهاية لمواجهة النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا مجال للتعجب والاستغراب هنا لأننا نشاهد مثل هذا في علاقات الكثير من الأصدقاء والروابط الودية لمجموعة من المتحابين.
بهذه الإشارة نعود إلى القرآن الكريم ، ونتابع الآيات التي تشير إلى هذا المعنى ، وتوبخ اليهود والنصارى بسبب عدم توجههم لها :
١ ـ (الَّذِينَ آتَيَنَاهُمُ الكِتَابَ يَعرِفُونَهُ كَمَا يَعرِفُونَ ابنَاءَهُمْ). (البقرة / ١٤٦) (الأنعام / ٢٠)
٢ ـ (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الامىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكتُوبًا عِندَهُم فِى التَّورَاةِ وَالإَنِجِيلِ). (الأعراف / ١٥٧)
٣ ـ (وَاذْ قَالَ عِيسَى ابنُ مَريَمَ يَابَنى اسرَائِيلَ انِّى رَسُولُ اللهِ الَيكُم مُّصَدِّقاً لِمَا بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِى مِنْ بَعدِى اسمُهُ احمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالبَيَّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ). (الصف / ٦)
٤ ـ (وَلَمَّا جَاءَهُم كِتَابٌ مِّنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُم وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَستَفتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّاعَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعَنةُ اللهِ عَلَى الكَافِرِينَ). (البقرة / ٨٩)
٥ ـ (وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشتَرُوا بِآيَاتِى ثَمَناً قَلِيلاً وَايَّاىَ فَاتَّقُونِ* وَلَاتَلبِسُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُم تَعلَمُونَ). (البقرة / ٤١ ـ ٤٢)
* * *
إنّهم يعرفونه جيداً :
أول آية جاءت في سورتين من القرآن الكريم تقول :
(الَّذِينَ آتيَنَاهُمُ الكِتَابَ يَعرِفُونَهُ كَمَا يَعرِفُونَ أَبنَاءَهُمُ) أي أنّهم ليسوا مطلعين على أصل ظهوره ودعوته فحسب ، بل ويعرفون أيضاً إشاراته وخصوصياته وجزئياته ، ويقول تعالى في ذيل الآية التي جاءت في سورة البقرة : (وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنهُم لَيَكتُمُونَ الحَقَّ وَهُم يَعلَمُونَ). (البقرة / ١٤٦)