١ ـ الأصنام في عقائد العرب
إنّ عقائدأيّ قوم أو شعب تشكل ركناً أساسياً في ثقافتهم ، وانحطاط تلك العقائد يدل على الانحطاط الثقافي والحضاري لهم.
وعلى هذا الأساس ، فعرب الجاهلية كانوا في أرذل درجات الانحطاط الثقافي والضياع حيث كانوا يعبدون الأصنام التي يصنعونها بأيديهم فيتصورون أنّها تتحكم في مصائرهم بل يزعمون أنّها حاكمة على السماء والأرض أحياناً ، وقد خاطب القرآن الكريم الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله بصدد ذلك بقوله : (قُلْ اتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لَايَملِكُ لَكُم ضَرًّا وَلَانَفعَاً وَاللهُ هُوَ السَّميعُ العَلِيمُ). (المائدة / ٧٦)
وبالإضافة إلى الأصنام الصغيرة فقد كانت لديهم ثلاثة أصنام كبيرة ذات شهرة خاصة في مجتمعهم يزعمون بأنّها بنات الرب وهي وسيلة للتقرب إليه ، أحدها (مَناة) وكان ما بين المدينة ومكة المكرمة بالقرب من ساحل البحر الأحمر ، ولهذا الصنم احترامٌ خاص عند كل العرب انذاك ، فيقدمون إليه القرابين ، وأكثر القبائل احتراماً وتقديساً له قبيلة (الاوس) و (الخزرج).
والثاني في الطائف يُعرف باسم (اللّات) ، وقد شُيد في مكانه اليوم مسجد وكانت (ثقيف) من أكثر القبائل احتراماً له.
والثالث من الأصنام الكبيرة هو (العُزى) وقد وضع في الطريق المؤدي إلى العراق قريباً من منطقة (ذات العِرق) ولقريش علاقة خاصة بهذا الصنم.
وهناك أصنام اخرى للقبائل والعشائر بل وللعوائل أيضاً إذ لا معنى لحياة عرب الجاهلية بدونها ، فمثلاً لو أرادوا السفر فإنّهم يستاذنون من الصنم ولهم في اسفارهم أصنام يصحبونها معهم.
وقد أشار القرآن الكريم في سورة النجم إلى ذلك بقوله تعالى : (افَرأَيتُمُ اللَّاتَ وَالعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الاخَرى * الَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الانثَى). (النجم / ١٩ ـ ٢١)
ومن الجدير بالذكر في الحياة الجاهلية أنّهم كانوا يكرهون البنات ويئدونهن أحياناً