فيقول حول مجموعة من الكفار : (خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهمِ وَعَلَى سَمْعِهِم). (البقرة / ٧)
ويقول عن يوم القيامة : (اليَومَ نَخِتمُ عَلَى افْوَاهِهِم). (يس / ٦٥)
وعلى كل حال فإنّ أقل اطلاع على معانى هذه المفردة في الأدب العربي وجذورها الأصلية وموارد استعمالها يثبت بوضوح أنّ كلمة (خاتم النبيين) ليس لها أي معنى سوى معنى متمم عدة الأنبياء وخاتمهم.
* * *
السؤال الثاني :
الايراد الواهي الآخر طرح من قبل البعض من عديمي الخبرة وهو أنّ القرآن الكريم يقول : إنّ النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله (خاتم النبيين) ولم يقل (خاتم الرسل) ومن الممكن أنّ سلسلة الأنبياء تنتهي بظهوره ولكن سلسلة الرسل ، لانهاية لها.
الجواب :
صحيح أنّ (النبي) معناه كل نبي يوحى إليه من قبل الله تعالى سواءً كان مكلفاً بالتبليغ أم لا ، عنده كتاب سماوي أم لا. ولكن (الرسول) هو نبي مكلف بالبلاغ. وبتعبير آخر ، أنّ كل نبي رسول ولكن ليس كل رسول نبي.
بهذا البيان تكون الاجابة عن السؤال المذكور واضحة تماماً ، فعندما يكون شخص ما خاتماً للانبياء فبطريق أولى يكون خاتماً للرسل أيضاً ، لأنّه كما قلنا قبل قليل : إنّ كل رسول هو نبي ـ لأنّ مرحلة الرسالة أشمل من النبوة ـ.
وهذا الكلام يشبه بالضبط قولنا إنّ فلاناً خرج من منطقة الحجاز. فبالتأكيد أنّ ذلك الشخص خرج من مكة أيضاً ، أمّا إذا نقول إنّ فلانا ليس في مكة. فمن الممكن أن يكون في نقطة اخرى من الحجاز.
وبناء على هذا إذا كان النبي صلىاللهعليهوآله خاتم المرسلين كان ممكناً أن لا يكون خاتماً للأنبياء. ولكن حينما تقول الآية أنّه خاتم النبيين فمن المسلم به أن يكون خاتما للمرسلين كذلك.