ومسألة (تقديم الأهم على المهم) يمكنها في مجالات واسعة جدّاً أن تكون حلالة للمشاكل.
بالإضافة إلى كل ماورد فإنّ الصلاحيات الممنوحة للحكومة الإسلامية عن طريق (ولاية الفقيه) تعطيها إمكانيات واسعة لحل المشكلات في إطار الاصول الكلية للإسلام.
وطبعاً أنّ بيان كل واحد من هذه الامور بالخصوص عند الالتفات إلى فتح باب الاجتهاد (الاجتهاد معناه استنباط الأحكام الإلهيّة من المصادر الإسلامية) يحتاج إلى تحقيق كثير يبعدنا القيام به عن هدفنا ، ولكن مع هذا فإنّ ما أوردناه هنا إشارة بامكانها أن تشكل اجابة عن الاشكال آنف الذكر.
* * *
٣ ـ هل يجب حرمان الإنسان من فيض الارتباط بعالم الغيب؟
السؤال الاخر هو : إنّ (نزول الوحي) والارتباط مع عالم الغيب وما وراء الطبيعة إضافة إلى كونه هبة ومبعث افتخار لعالم البشرية ، يعد نافذة أمل لكل المؤمنين الصادقين ، إذن لا يعتبر قطع طريق الارتباط هذا وغلق نافذة الأمل هذه حرماناً عظيماً للإنسان الذي عاش بعد وفاة النبي الخاتم؟
والجواب عن هذا السؤال يتضح أيضاً بالالتفات إلى مايلي :
أولاً : إنّ الوحي والارتباط مع عالم الغيب هو وسيلة لإدراك الحقائق ، وعندما يقال كل مايراد قوله وتتضح كل الاحتياجات إلى يوم القيامة في الاصول الكلية والتعليمات الجامعة للنبي الخاتم ، فإنّ قطع هذا الارتباط لا يسبب أي مشكلة.
ثانياً : إنّ الذي قُطع للأبد بعد ختم النبوة هو (الوحي لشريعة جديدة أو لتكميل شريعة سابقة) ، وليس كل نوع من الارتباط بما وراء عالم الطبيعة ، لأنّ الإئمّة عليهمالسلام لهم ارتباط بعالم الغيب وكذلك المؤمنين الصادقين الذين ينالون مقام (الكشف) و (الشهود) على أثر ازاحتهم للحجب عن قلوبهم بعد تهذيب نفوسهم.