الشباب والشابات قرابين إلى (آلهة النيل) ، وقد بقي ذلك التقليد عُرفاً اجتماعياً لبعض قبائل العرب فينذر الآباء أبناءهم أحياناً قرابين إلى الآلهة أيضاً (١).
* * *
٤ ـ الخرافات الاخرى لعربِ الجاهلية
ومن جملتها مسألة اللحوم المحللة والمحرمة والقوانين المخزية الفارغة التي كانوا يسنونها لأنفسهم كما ذكر ذلك القرآن الكريم : (وَقَالُوا هَذِهِ انْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَّايَطعَمُهَا الَّا مَنْ نَّشاءُ بِزَعمِهِم وَانعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا). (الأنعام / ١٣٨)
ويقول في الآية التي بعدها : (وَقَالُوا مَا فِى بُطُونِ هذِهِ الانعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلَى ازوَاجِنَا وَانْ يَكُنْ مَّيْتَةً فَهُم فِيهِ شُرَكَاءُ). (الأنعام / ١٣٩)
وقد وعَد القرآن أصحاب تلك البِدع القبيحة التي ابتدعوها بالخسران كما ورد في ذيل هذه الآيات من قوله تعالى : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا اولَادَهُم سفَهًا بِغَيرِ عِلمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افتِرَاءً عَلَى اللهِ قَد ضَلُّوا وَمَاكَانُوا مُهتَدِينَ). (الأنعام / ١٤٠)
حتى أنّهم قد حرَّموا بعض السنن الباقية من الأنبياء عليهمالسلام وأصبحت غير مؤثرة مثل سُنة تحريم القتال في الاشهر الحرم (ذي القعدة ، ذي الحجة ، محرم ، رجب) حيث كان ذلك المعتقد عاملاً مهماً في منعهم عن سفك وإراقة دمائهم ، لكن تلك السُنة الخرافية (النسيء) كانت تبطل تأثيرها ، فمتى ما أرادوا تجاوز حرمة هذه الأشهر الحُرم ، قالوا لا مانعَ من جعل شهر آخر مكان هذا الشهر ، فعابَ عليهم القرآن هذا العمل السيء بقوله تعالى : (انَّمَا النَّسِىءُ زِيادَةٌ فىِ الكُفرِ). (التوبة / ٣٧)
إنّ الحج وزيارة بيت اللهِ الحرام التي كانت من سنن إبراهيم عليهالسلام ودافعاً إلى الوحدة والتقرب إلى الله سبحانه ، قد تلوث بخرافاتهم ولم تصبح سبباً وعاملاً للابتعاد عن الله سبحانه فحسب بل وللتفرقة والتشتت بين الناس ، لأنّ التعصب للقومية والشرك وعبادة الأصنام كانت سائدة عليها.
__________________
(١) الإسلام وعقائد وآراء البشر ، ص ٢٧٨.