ولا بالقرآن ، ومن جهة أُخرى تمثل هذه القصص دليلاً دامغاً على عجز المناوئين عن الجواب عن تحدي القرآن لهم.
إنّ دراسة هذه الحوادث توفر للإنسان فرصة التعرف على دروس وعبر يمكن الاستفادة منها في حياته وتبين عظمة وإعجاز هذا الكتاب السماوي وما ورد فيه ، وهذه نماذج من هذه القصص :
١ ـ قصة الوليد بن المغيرة المخزومي
تتحدث آيات سورة المدثر بشكل واضح عن الشخص الذي خطر في ذهنه أن يتحدى القرآن وقد آل أمره إلى مصيرٍ أسود حيث نطالع معاً هذه الواقعة التي حدثت وكانت سبباً لنزول هذه الآيات التي نقلها جمع غفير من المفسرين كالطبرسي ، والقرطبي ، والمراغي ، والفخر الرازي وغيرهم. وهي كما يأتي :
يروى أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لما نزلت عليه الآية الكريمة : (حم تَنْزِيلُ الكِتَابِ مِنْ اللهِ العَزِيزِ العَلِيمِ غَافرِ الذَنْبِ وَقَابِلِ التَوْبِ شَدِيْدِ العِقَابِ) قام إلى المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلىاللهعليهوآله لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : «والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن وإنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة وإنّ أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمغدق وانّه ليعلو وما يعلى عليه» ، قال ذلك ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش : صبأ والله الوليد ، والله لتصبأن قريش كلهم ، وكان يقال للوليد ريحانة قريش : فقال لهم أبو جهل : أنا أكفيكموه ، فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزيناً ، فقال الوليد : مالي أراك حزيناً ياابن أخي ، قال : هذه قريش يعيبونك على كبر سنك ويزعمون أنّك زينت كلام محمد. فقام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال : أتزعمون أنّ محمداً مجنون فهل رأيتموه يخنق قط؟ فقالوا : اللهم لا ، قال : أتزعمون أنّه كاهن فهل رأيتم عليه شيئاً من ذلك؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أتزعمون أنّه شاعر فهل رأيتموه أنّه ينطق بشعر قط؟ قالوا : اللهم لا ، قال : أتزعمون أنّه كذاب فهل جربتم