عليه شيئاً من الكذب؟ فقالوا : اللهم لا ، وكان يسمى الصادق الأمين قبل النبوة من صدقه ، فقالت قريش للوليد : فما هو؟ فتفكرّ في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلّاساحر ، ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر(١).
٢ ـ استماع زعماء قريش إلى القرآن
نقرأ في سيرة ابن هشام : أنّ أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والاخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي ، حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يصلي ويتلو القرآن في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع منه وكلٌ لا يعلم صاحبه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ، ثم انصرفوا ، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ، ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق ، فقال بعضهم لبعض : لا نبرح حتى نتعاهد ألّا نعود ، فتعاهدوا على ذلك ، ثم تفرقوا (٢).
نعم لقد كانت جاذبية القرآن شديدة إلى درجة بحيث خضع لها حتى ألدُ الأعداء ، فلو أُزيلت عنهم حجب العصبية والنعاد والتعلق بالمصالح الشخصية لآمنوا بالله بصورة قطعية.
٣ ـ قصة ابن أبي العوجاء ورفاقه
ينقل المرحوم الطبرسي في الاحتجاج عن هشام بن الحكم العالم المعروف وأحد تلامذة الإمام الصّادق عليهالسلام يقول :
__________________
(١) ونقل الحديث مفسرون عديدون ـ بتفاوت ـ كالفخر الرازي ؛ والمراغي ؛ والقرطبي ؛ والطباطبائي في الميزان ؛ وسيد قطب في الظلال.
(٢) سيرة ابن هشام ، ج ١ ، ص ٣٣٧.