ورأيت نفسي عاجزاً عن الإتيان بمثلها.
يقول هشام بن الحكم : في هذه الأثناء مر بالقرب منهم جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام وتلا هذه الآية : (قُل لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الانسُ وَالجنُّ عَلَى انْ يَأْتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لَايأْتونَ بِمثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ ظَهيراً). (الاسراء / ٨٨)
عندئذٍ أخذ يَنظر كل واحد منهم إلى الآخر ويقول : إذا كان للإسلام حقيقة قائمة بذاتها ، ولم يكن يمثل محمد صلىاللهعليهوآله سوى جعفر بن محمد عليهالسلام فتالله لا يقع نظرنا عليه في وقت من الأوقات إلّاوتستحوذ علينا أُبهته ، وتقشعر أبداننا من هيبته ، قالوا هذا الكلام وتفرقوا معترفين بعجزهم.
٤ ـ قصة عثمان بن مظعون
وهو أحد صحابة نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله المعروفين ، قال عثمان بن مظعون : كنت أسلمت استحياءً من رسول الله صلىاللهعليهوآله لكثرة ما كان يعرض عليَّ الإسلام ولما يقر الإسلام في قلبي فكنت ذات يوم عنده حال تأمله ، فشخص بصره نحو السماء كأنّه يستفهم شيئاً فلما سري عنه ، سألته عن حاله ، فقال : نعم بينا أنا أحدثك إذ رأيت جبرائيل في الهواء فأتاني بهذه الآية : (انّ اللهَ يَامرُ بالعدلِ وِالاحسان) وقرأها عليَّ إلى آخرها فقر الإسلام في قلبي وأتيت عمه أبا طالب فأخبرته فقال : يا آل قريش اتبعوا محمداً صلىاللهعليهوآله ترشدوا ، فانّه لا يأمركم إلّا بمكارم الأخلاق. وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال : إن كان محمد قاله فنعم ما قال وإن قاله ربّه فنعم ما قال (١).
٥ ـ قصة اسعد بن زرارة
وردت هذه القصة في كتاب (أعلام الورى) و (بحار الأنوار) وقد تحدثت عن الجاذبية والتأثير الهائل لآيات القرآن في نفوس المخاطبين.
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ج ٥ و ٦ ، ص ٣٨١ ، ذيل الآية ٩٠ من سورة النحل.