١٠ ـ تأثير القرآن في اوساط العلماء الاجانب
لم يقتصر تأثير القرآن على العرب في الأدوار الاولى لعصر الرسالة وما بعدها ، وإنّما شمل عصرنا هذا حتى أولئك الذين لايحيطون علماً برموز الأدب العربي ؛ فإنّ تأثيره بينهم قوي عجيب ؛ ولهذا السبب انبرى عدد من العلماء الغربيين إلى تعظيم القرآن والاعتراف بحقائقه التي هي مورد اعتزازنا ومن جملة هؤلاء :
الدكتور (واغليري) الاستاذ بجامعة (فاپل). حيث يقول في كتابه المعروف (التطور السريع للاسلام) : «كتاب الإسلام السماوي هو أحد نماذج الاعجاز ، والقرآن هو الكتاب الذي لا يمكن أنْ يُقلّد؟ فكيف يمكن أن يكون هذا الكتاب الاعجازي من انشاء محمد صلىاللهعليهوآله الرجل العربي الذي لم يتعلم القراءة والكتابة ، إننا نجد في هذا الكتاب من المحتويات والمضامين العلمية ما يفوق قابلية واستعداد أذكى أفراد البشر وأكبر الفلاسفة واقوى رجال السياسة» (١).
ويقول (كارلايل) العالم الانجليزي المعروف بصدد القرآن : «إذا ألقينا نظرة واحدة على هذا الكتاب المقدس ، لوجدنا حقائق جلية ، وخصائص أسرار الوجود مكنونة في مضامينها الجوهرية ، بالصورة التي تبين حقيقة القرآن وعظمته بوضوح ، وهذا بحد ذاته مزية كبرى يختص بها القرآن وتفتقر إليها كل الكتب العلمية والسياسية والاقتصادية ، وإن كانت بعض الكتب تحدث تأثيراً عميقاً في ذهنية الإنسان ، إلّاأنّها لا تشابه القرآن في نفوذه وتأثيره».
يذكر (جان ديون بورت) في كتابه (اعتذار إلى حضرة النبي والقرآن) : «القرآن منزّه عن النواقص ، والعيوب بحيث لا يحتاج إلى أدنى تصحيح أو تقويم.
ثم يضيف على ذلك قائلاً : إنّ القسيسين أوجدوا ـ ولسنوات طويلة ـ هوة بعيدة بيننا وبين التعرف على حقائق القرآن المقدسة وعظمة المبشِّر به (محمد) صلىاللهعليهوآله إلّاأننا كلما قطعنا خطوة في طريق العلم والمعرفة ، كلما أنزاحت عنا حُحُب الجهل والتعصب ، وسيستقطب هذا الكتاب الغني عن الوصف العالم إلى نفسه في القريب العاجل ، ويحدث تأثيراً عميقاً في
__________________
(١) كتاب (التطور السريع للاسلام) ترجمة المرحوم سعيدي ص ٤٩ (بشكل ملخص).