أمّا الروايات التي تدل على اختصاص الآية بالنبي صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام وابنيهما الحسن والحسين عليهماالسلام فهي ـ وكما أشرنا ـ كثيرة للغاية ، منها ثمانية عشرة رواية ، نقلت خمس منها في تفسير «الدر المنثور» عن ام سلمة ، وثلاث عن أبي سعيد الخدري ، وواحدة عن عائشة ، وواحدة عن انس ، واثنتان عن ابن عباس ، واثنتان عن أبي الحمراء ، وواحدة عن وائلة بن الاسقع ، وواحدة عن سعد ، وواحدة عن الضحاك بن مزاحم ، وواحدة عن زيد بن الأرقم (١).
ويحصي المرحوم العلّامة الطباطبائي في تفسير «الميزان» الروايات التي وردت بهذا الصدد بما يربو عن سبعين رواية ويقول : وهي روايات جمة تزيد على سبعين حديثاً يربو ما ورد منها من طرق أهل السنّة على ما ورد منها من طرق الشيعة ، ويضيف رواة آخرين سوى الذين ذكرناهم أعلاه (الرواة الذين ذكرت رواياتهم في غير تفسير الدر المنثور).
وذكر البعض أنّ عدد الروايات والكتب التي نقلت فيها بلغ المئات ولا يُستبعد أن يكون كذلك.
وهنا نذكر طائفة من هذه الروايات فقط مع ذكر مصادرها ليتبين قول الواحدي في «أسباب النزول» : أنّ الآية نزلت في النبي صلىاللهعليهوآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام خاصة لايشاركهم فيها غيرهم (٢).
ويمكن اختصار هذه الروايات في أربعة اقسام :
١ ـ الروايات التي نقلت عن بعض نساء النبي صلىاللهعليهوآله تقول بصريح التعبير : عندما كان النبي صلىاللهعليهوآله يتحدث عن هذه الآية سألناه هل نحن منهم؟ فقال : «لا ولكنكم على خير».
منها ما يرويه الثعلبي في تفسيره عن «ام سلمة» زوجة النبي صلىاللهعليهوآله أنّ النبي كان في بيتها وجاءته فاطمة عليهاالسلام بالطعام ، فقال لها صلىاللهعليهوآله : «ادع لي بعلك وابنيك» فجاؤوا فتناولوا الطعام ثم نشر صلىاللهعليهوآله عليهم الكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأَذهب عنهم الرجس
__________________
(١) تفسير در المنثور ، ج ٥ ، ص ١٩٦ و ١٩٩.
(٢) تفسير الميزان ، ج ١٦ ، ص ٣١١.