فقال له قم ياعليُّ فإنني |
|
رضيتُكَ من بعدي إماماً وهاديا |
فمن كنت مولاهُ فهذا وليُّهُ |
|
فكونوا له أتباعَ صِدقٍ مَواليا |
هناك دعا اللهُمَّ والِ وليَّهُ |
|
وكُن للذي عادى علياً مُعاديا (١) |
دراسة وتحليل حول آية التبليغ :
لو تغاضينا عن جميع الروايات الواردة بشأن نزول الآية الآنفة الذكر ، وكذا الروايات الواردة حول واقعة الغدير ، وأمعنا النظر بمضمون الآية نفسها وما تلاها من الآيات ، نستطيع من خلال عمق هذه الآيات اتخاذ موقف ازاء مسألة خلافة النبي صلىاللهعليهوآله.
والتوضيح : إنّ الآية المذكورة باختلاف التعابير التي وردت فيها تؤكّد على أنّها ناظرة إلى قضية ذي ثلاث مزايا مهمّة :
١ ـ إنّها قضية تحظى بأهميّة فائقة من وجهة نظر الإسلام إلى الحد الذي يؤمر النبي صلىاللهعليهوآله بإبلاغها ، وإن لم يفعل فما بلّغ رسالة الله! وبتعبير آخر فقد كانت أمراً مرادفاً لقضية النبوة ، فإن لم يؤدّها تبقى رسالة النبي صلىاللهعليهوآله ناقصة!
ومن البديهي أنّهُ ليس المراد أنّ هذا أمرٌ الهيٌّ عاد وكل أمر إلهي لا يبلغ لم تبلغ رسالة الله ، فهذا الكلام من قبيل توضيح الواضح وغني عن البيان ، بينما ظاهر الآية هو أنّ القضية المشار إليها تحظى باهتمام خاص من حيث إنّها خلاصة الرسالة والنبوة.
٢ ـ إنّ هذه القضية لا تتعلق بالصلاة والصوم والحج والزكاة وما شابه ذلك من قواعد تعاليم الإسلام ، لأنّها من آيات سورة المائدة ، ونحن نعلم أنّ سورة المائدة هي آخر سورة نزلت على النبي صلىاللهعليهوآله (أو من أواخر السور) أي في آواخر عمر النبي صلىاللهعليهوآله المبارك حيث كان قد تم بيان كافة الأركان المهمّة للاسلام (٢).
__________________
(١) روى هذا الشعر جماعة من كبار علماء السنة منهم ، الحافظ «أبو نعيم الاصفهاني» ، والحافظ «أبو سعيد السجستاني» ، و «الخوارزمي المالكي» ، والحافظ «أبو عبد الله المرزباني» ، و «الكنجي الشافعي» ، و «جلال الدين السيوطي» ، و «سبط بن الجوزي» ، و «صدر الدين الحموي».
(٢) يقول الفخر الرازي في ذيل هذه الآية ، قال أصحاب الآثار أنّه لما نزلت هذه الآية على النبي صلىاللهعليهوآله لم يعمر بعد ـ