٣ ـ آية اولي الأمر
يقول تعالى في الآية : (يَاايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيُعوا اللهَ وَاطِيُعوا الرَّسُولَ وَأُولىِ الامْرِ مِنكُمْ). (النساء / ٥٩)
في بحث الولاية العامة كان لنا كلام مفصل حول معنى هذه الآية ومن هم المقصودون فيها ، وكما جرت الإشارة إليه فإنّ الأمر بالطاعة المطلقة لـ «اولي الأمر» إلى جانب رسول الله صلىاللهعليهوآله دليل على أنّ «اولي الأمر» تشمل الذين هم في منزلة رسول الله صلىاللهعليهوآله أي أوصياؤه المعصومون ، لأنّه من المتعذر الطاعة المطلقة لغير المعصومين عليهمالسلام.
وبالمناسبة فإنّ جميع الاحتمالات التي قيلت في تفسير «اولي الأمر» قد بحثت ، ورأينا عدم وجود دلالة ومعنى صحيح لها إلّافي الإمام المعصوم.
إنّ ما يجب أن نضيفه على ذلك هنا ـ في بحث الولاية الخاصة «خلافة علي عليهالسلام» ، وهو بحث أكثر تفصيلاً حول الروايات التي وردت في المصادر الإسلامية المعروفة (لاسيما مصادر أهل السنة المشهورة) في دلالة هذه الآية على علي عليهالسلام.
نقل المفسر المعروف «الحاكم الحسكاني» الحنفي النيشابوري خمسَ روايات في ذيل هذه الآية حيث دلّت فيها جميعاً صفة «اولي الأمر» على علي عليهالسلام «كمصداق جلي».
ففي الرواية الاولى ينقل عنه عليهالسلام لما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم (ياأيّها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول) الآية ... قلت : يانبي الله من هم؟ قال : أنت أولهم (١).
وفي الرواية الثانية ينقل عن المفسر المعروف «مجاهد» أنّ هذه الآية نزلت بحق أمير
__________________
(١) سنذكر مصادر هذه الروايات عند الانتهاء من الروايات الخمس.