٥ ـ آية القربى
يخاطب تعالى النبي صلىاللهعليهوآله قائلاً في الآية : (قُلْ لَّاأَسأَلُكُم عَلَيهِ اجراً إِلَّا المَوَدَّةَ فِى القُربَى). (الشورى / ٢٣)
إنّ المراد من «القربى» في هذه الآية ، حسب ما قاله جميع مفسري الشيعة وطائفة من مفسري السنّة : هم قرابة النبي صلىاللهعليهوآله.
وفي قبال هذا التفسير ذكرت احتمالات وتفاسير اخرى يبدو أنّ الدافع الحقيقي لها هو التقليل من أهميّة الإمامة وخلافة النبي صلىاللهعليهوآله والاقلال من شأن أهل البيت عليهمالسلام ، منها التفاسير الثلاثة الآتية :
١ ـ المراد من اجر وثواب الرسالة هو حب الامور التي تدعوكم إلى القرب من الله ، وعليه فإنّ «القربى» هي الامور التي تؤدي إلى القرب من الله تعالى ، ومن الواضح أنّ هذا التفسير لايتلائم وظاهر الآية على الاطلاق ، لأنّ المهم فيما يتعلق بالصلاة والصوم والجهاد ونحو ذلك من عوامل القرب الإلهي هو العمل بها لا مودتها ومحبتها ، فالتعبير بالمودة لا يتناسب وهذه القضية باي شكل من الأشكال ، إلّاأن يكون هنالك شخص بين مخاطبي النبي صلىاللهعليهوآله لم يحب هذه الامور حتى الذين كانوا يقصرون في عملهم منهم مَنْ كانوا يحبون هذه الامور بحكم تعلقهم بالله والقرآن ، وإن لم يكونوا يعملون.
فضلاً عن جميع ذلك ، فـ «القربى» تعنى : القرب والدنو لا «المقرِّب» ، لذا فإنّها جاءت في جميع الحالات التي استخدمت فيها هذه الكلمة في القرآن الكريم (١٥ مرة بالاضافة الى هذه الآية التي هي مورد بحثنا بمعنى الأشخاص الذين يتمتعون بالقرابة (أساساً ذوي القربى النسبية).