شَاءَ انْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً). (الفرقان / ٥٧)
ومن ناحية رابعة جاء بشأن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الآية : (قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجرٍ فَهُوَ لَكُم إِنْ أَجرِىَ إلَّاعَلَى اللهِ). (سبأ / ٤٧)
من خلال جمع هذه الآيات الأربعة مع بعضها يمكن الاستنتاج جيداً أنّ النبي صلىاللهعليهوآله شأنه شأن بقية الأنبياء لم يطلب أجراً لشخصه من الناس ، بل إنّ في مودة قرباه مرضاة الله ، وهو امر يصب في صالح هؤلاء تماماً ، لأنّ هذه المودة نافذة في الإمامة وخلافة النبي صلىاللهعليهوآله واستمرار خط قيادة رسول الله صلىاللهعليهوآله في الأمة ، وهداية الناس في ظلها (تأملوا جيداً).
نعم فحيثما فسرنا هذه الآيات الأربع بهذا الشكل لم تبق فيها نقطة غموض وتعقيد واشكال ، وإلّا فسيشاهد تضاد فيما بينها من ناحية ، ومن ناحية اخرى نضطر إلى تفاسير طويلة وعريضة لا تتلائم وظاهر الآيات بأي شكل من الأشكال.
ولكن بما أنّ هذا التفسير لا يروق لبعض من المفسرين ، لأنّه لايتفق مع حكمهم المسبق فقد تركوه ، فتارة قالوا : إنّ طلب الأجر لا يتلائم ومقام النبي صلىاللهعليهوآله ، وعلى هذا الأساس فآية (إِلَّا المَوَدَّةَ فِى القُربَىَ) يجب اعتبارها استثناءً منقطعاً ، وتارة قالوا : إنّ هذه الآية لاتتفق بالآية : (قُل مَا اسأَلُكُم عَلَيهِ مِن اجرٍ وَمَا انَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ). (ص / ٨٦)
وتارة يتورطون في تبريرات معقدة.
إنّ هذه الحقيقة تتضح أكثر فيما لو رجعنا إلى الروايات الواردة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، في شرح وتفسير هذه الآية ونضعها إلى جانب هذه الآيات.
من مجموع الروايات الواردة في تفسير الآية نستنتج مايلي :
لا شك أنّ أيّة البحث ناظرة إلى قضية الإمامة والخلافة حيث يمكن اعتبارها أجراً للرسالة ، الأجر الذي يقرب الناس إلى الله ، وتعود فائدته إليهم.
وممّا قيل آنفا يتضح الرد على بعض المفسرين الذين طالما يتخذون موقفاً ملؤه العصبية ازاء الآيات المتعلقة بالإمامة.
يقول «الآلوسي» في «روح المعاني» في تفسير هذه الآية :