«علي كرم الله وجهه واجب المحبّة وكل واجب المحبّة واجب الطاعة وكل واجب الطاعة صاحب الإمامة وينتج علي رضي الله تعالى عنه صاحب الإمامة وجعلوا الآية دليل صغرى» (١).
ولكن كما فهم من البحوث الآنفة فنحن لا نريد أبداً استغلال هذه الآية من خلال الصغرى والكبرى الواهيتين ، والأمر المهم في الآية شيء آخر وهو أنّ مودة ذوي القربى عدّت أجراً للرسالة ، وفي الآيات الأخرى ذكر الاجر المذكور على أنّه وسيلة للتقرب من الله وفي صالح الناس ، ومن مجموع ذلك تتضح مسألة الإمامة والخلافة بالتفصيل الذي ورد أعلاه ، وأحاديث النبي صلىاللهعليهوآله التي يشار إليها سند لهذا الاستدلال.
* * *
آية القربى في الروايات الإسلامية :
نقلت روايات كثيرة في مصادر السنّة والشيعة في ذيل هذه الآية : (قُلْ لَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلَّا الْمَودَّةَ فِى الْقُربى) حيث لها تأثير كبير في تفسير وتبيين مفهوم الآية ، من جملتها الروايات الآتية :
ينقل «الحاكم الحسكاني» وهو من مشاهير علماء القرن الخامس الهجري في «شواهد التنزيل» عن «سعيد بن جبير» عن «ابن عباس» مايلي :
«لمّا نزلت قل لا أسألكم عليه أجراً إلّاالمودة في القربى ، قالوا : يارسول الله من هؤلاء القربى الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال : علي وفاطمة وولدهما» (٢).
ورويت في الكتاب نفسه عدّة روايات اخرى بهذا المضمون بطرق مختلفة عن ابن عباس (٣).
٢ ـ وفي رواية اخرى في الكتاب نفسه يروي عن أبي امامة الباهلي أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال :
__________________
(١) تفسير روح المعاني ، ج ٢٥ ، ص ٣٠.
(٢) شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ١٣٠.
(٣) المصدر السابق ، ص ١٣١ ـ ١٣٥.