القسم الثاني : آيات الفضائل
تمهيد :
كما أسلفنا سابقاً ، أننا في هذه البحوث لانتقصى الآيات القرآنية التي تحدثت ، مباشرة عن قضية الخلافة والولاية ، بل نبحث في الآيات التي ورد فيها ذكر لفضائل على بن أبي طالب عليهالسلام والتي بمجموعها توضح زوايا هذه القضية لمن فاتهم الاطلاع عليها ، وجميع هذه الآيات تشير إلى أن أمر الإمام على عليهالسلام مستثنىً عن الآخرين ، ومع وجود علي بن أبي طالب في هذه الأمة فإنّ الإمامة والخلافة لاتناط أمورها بغيره.
بعبارة اخرى : إنَّ من خلال حوار بين الإنسان وعقله يمكن استنتاج مسألة الإمامة والخلافة منها ، وهي : إنّ الله الحكيم لا يجعل «المفضول» حاكماً وقائداً على الأفضل ، بل وحتى عقلاء الدنيا فإنّهم يوجهون اللوم والتأنيب لمن يقوم بعمل كهذا ، ويعتبرون فعله هذا دليلاً على ضعف إدارته وعدم تدبيره لأنّه جعل الأفضل تابعاً لمن هو أدنى منه.
إنّ هذه الآيات من الكثرة بحيث إنّ بعض العلماء ألّفوا كتباً مستقلة بهذه المسألة ، إلّاأننا اخترنا من بينها آية تضم مفاهيم واضحة ، كما أنّها تنسجم واختصار الكتاب.
وهنا نتجه نحو المصادر المعروفة لدى أهل السنة ونختزل الكلام عما ورد في مصادر أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام لئلا يتصور أحد أنّ أتباع هذا المذهب قد نطقوا بشيء بدافع التعصب.
وعلى أيّة حال فإنّ هذه الآيات كثيرة ، وقد اخترنا منها ٢٤ آية.
* * *