الرفض بشيء بل ما سواه عندي هو الغي (١).
إلّا أننا نقول : لو تغافلنا عن منقبة بهذه الشهرة فإنّ سائر الفضائل يكون مصيرها هكذا ، وسيأتي اليوم الذي ستوضح أفضلية علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام. فلماذا نتجاهل هذه الرواية المعروفة التي نقلها كبار المحدثين والمفسرين والتي لا معارض لها ، ونسد على انفسنا طرق معرفة هؤلاء العظماء؟!
يروي «السيوطي» العالم السني المعروف في تفسير «الدر المنثور» عن ابن مردويه عن ابن عباس : إنّ الآية (ويطعمون الطعام على حبّه ....) نزلت بحق علي وفاطمة عليهماالسلام.
وأورد «الشبلنجي» أيضاً في «نور الابصار» قصة شأن النزول بكاملها (٢) ، وكذلك فريق آخر من كبار المفسّرين والمحدّثين.
* * *
هل أتى في الشعر :
إنّ نزول هذه السورة بحق أهل البيت عليهمالسلام جلي إلى الحد الذي أشار الكثير من الشعراء المعروفين إلى هذا المعنى في شعرهم ، منها هذه الأبيات التي نقلت عن إمام الشافعية «محمّد بن ادريس الشافعي» في العديد من الكتب :
إلى مَ ، إلى مَ ، وحتى متى |
|
اعاتبُ في حبِّ هذا الفتى؟ |
وهلْ زُوجتْ فاطمٌ غيرهُ؟ |
|
وفي غيره هل أتى ، هل اتى؟ (٣) |
ينقل «ابن البطريق» وهو من علماء القرن السادس الهجري في كتاب «عمدة عيون صحاح الأخبار» عن تفسير ابن اسحاق الثعلبي ، أنّه قال :
أنا مولى لفتى |
|
انزل فيه هل أتى (١) |
__________________
(١) تفسير روح المعاني ، ج ٢٩ ، ص ١٥٨.
(٢) نور الابصار ، ص ٦٢.
(٣) احقاق الحق ، ج ٣ ، ص ١٥٨ ؛ وعلي في الكتاب والسنة ، ج ١ ، ص ٤٤٧.