٢١ ـ آية المنافقين
(وَلَوْ نَشَاءُ لَارَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيَماهُم وَلَتَعْرِفَنَّهُم فِى لَحْنِ القَوْلِ). (محمد / ٣٠) تعدُّ هذه الآية ـ في الحقيقة ـ نقطة مقابل شيء ما ورد في الآية السابقة.
فقد نزلت هذه الآية بشأن المنافقين وصفاتهم ، يقول تعالى : ولو نشاء لأريناكهم بل ونضع العلامات في وجوههم لتعرفهم بها.
ثم يضيف بعد ذلك : ولتعرفنّهم أيضاً في طريقة حديثهم ، لاسيما وأنّه كلما ورد الحديث عن الجهاد ، تراهم يسعون للتنصل واضعاف معنويات الناس ، وعندما يدور الحديث عن الصالحين والطاهرين والسابقين في الإسلام ، يسعون لخدش سمعتهم ومكانتهم.
ومن هنا حيث نقرأ في حديث مشهور عن «أبي سعيد الخدري» أنّه يقوله في تفسير جملة (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ القَوْلِ) : «ببغضهم علي بن أبي طالب!» نقل هذا الحديث «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» من ثلاثة طرق (١).
ونقل «السيوطي» أيضاً في تفسير «الدر المنثور» هذا الحديث عن «ابن مردويه» و «ابن عساكر» عن «أبي سعيد الخدري» (٢).
وينقل في رواية اخرى عن «ابن مسعود» أنّه كان يقول : «ماكنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلّاببغضهم علي بن أبي طالب عليهالسلام» (٣).
ولا يقتصر رواة هذا الحديث والكتب التي نقل فيها على ما ذكره فقط ، ذلك أنّ «جابر بن
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ١٧٨ (ح ٨٨٣ إلى ٨٨٥).
(٢) تفسير در المنثور ، ج ٦ ، ص ٦٦.
(٣) المصدر السابق.