٢٢ ـ آية الإيذاء
(انَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِى الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَاعَدَّ لَهُمْ عَذابَاً مُّهِيناً). (الأحزاب / ٥٧)
من البديهي أنّه ليس بوسع احد أن يلحق الاذى والضرر بالذات المقدسة لله تعالى ، وبناءً على ذلك فإنّ المراد من ايذاء الله ـ كما أكّد على ذلك المفسرون أيضاً ـ أنّ الكفر والالحاد هما اللذأن يغضبان الله تعالى ، وقد أكدت الآية على معاقبة الذين يؤذون الرسول والمؤمنين ، ذلك أنّ ايذائهم يعد بمنزلة ايذاء الله تعالى.
ونقرأ هنا في الروايات المتعددة التي وصلت عن طرق الاخوة من أهل السنّة ، وعن طرق أهل البيت عليهمالسلام أنّ الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله قال : «ياعلي! من آذاك فقد آذاني» ، وعلى هذا النحو فإنّ ايذاءه يعد ايذاءً للرسول صلىاللهعليهوآله.
ينقل «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» عن «جابر بن عبد الله الأنصاري» أنّه قال : سمعت من الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، أنّه قال لعلي : «من آذاك فقد آذاني» (١).
وينقل في حديث آخر عن «ابن أبي سلمة» عن أم سلمة زوج الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ، أنّها قالت : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي بن أبي طالب عليهالسلام : «أنت أخي وحبيبي ، من آذاك فقد آذاني» (٢).
ثم يضيف قائلاً : ونقل نفس هذا المعنى عن طائفة اخرى مثل «عمر» ، و «سعد بن أبي وقاص» ، و «أبو هريرة» ، و «ابن عباس» ، و «أبو سعيد الخدري» (٣).
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ٢ ، ص ٨٩ ، ح ٧٧٧.
(٢) المصدر السابق ، ص ٩٨ ، ح ٧٧٨.
(٣) المصدر السابق ، ص ٩٩.