٢٣ ـ آية الانفاق
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ امْوَالَهُمْ بَالَّليلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً فَلَهُم اجْرُهُم عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). (البقرة / ٢٧٤)
لاشك أنّ مفهوم الآية مفهوم عام وشامل ، إذ إنّ الترغيب بالانفاق في سبيل الله يتخذ اشكالاً مختلفة ، في السر والعلن وفي الليل والنهار ، وتبشر المنفقين بشارة عظيمة : (فَلَهُمْ اجْرُهُمْ عِندَ رَبَّهِم وَلَا خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحزَنُونَ) ممّا قد سلف أو ممّا هو آت ، ولكن يستفاد من الروايات الإسلامية أنّ مصداق هذه الآية الأكمل هو علي عليهالسلام.
لاسيما أنّه وردت روايات كثيرة في سبب نزول هذه الآية ، تؤكد على أنّها نزلت أول مرّة في حق علي عليهالسلام.
يقول ابن عباس : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب عليهالسلام وكانت عنده أربعة دراهم فقط ، أنفقهن في سبيل الله ، درهماً في الليل ، ودرهماً في النهار ، ودرهماً في العلن ، ودرهماً في السر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله «ما حملك على هذا؟ قال : حملني عليها رجاء أنّ استوجب على الله ما وعدني».
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ألا ذلك لك» ، فنزلت الآية السابقة في هذه الأثناء.
أورد هذا الحديث «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» مع سبعة أحاديث اخرى بنفس هذا المضمون بطرق مختلفة (١).
وينقل «السيوطي» هذا المضمون نفسه في «الدر المنثور» بطرق متعددة منها : عن ابن عباس ، أنّ هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام وعنده أربعة دراهم ، انفق منها درهماً
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ١٠٩ ـ ١١٥.