صفات للصادقين ، ففي مكان يقول : (انَّمَا المُؤمنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا باموالِهِم وَانْفُسِهِم فِىِ سَبِيلِ اللهِ اوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ). (الحجرات / ١٥)
ففي هذه الآية وصف تعالى الصدق بأنّه فرع أو شعبة من «الإيمان» و «العمل النزيه» عن كل أشكال الشك والريب والتردد.
وفي الآية ٧٧ من سورة البقرة بعد أن ذكر تعالى أنّ حقيقة الإيمان تكمن في الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والملائكة ، والكتب السماوية ، والأنبياء ، وكذا الانفاق في سبيل الله ، وفي سبيل تحرير المستضعفين والمحرومين من ربقة الظالمين ، وكذلك إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والوفاء بالعهد ، والصبر والاستقامة إزاء المشاكل وأثناء الجهاد ، يضيف : (اوْلئكَ الَّذينَ صَدَقُوا).
بناءً على ذلك فقد ذكر أنّ السمة المميزة للصادقين هي : الإيمان التام بجميع المقدسات ، واطاعة أوامر الله على جميع الأصعدة ، لاسيما الصلاة وإيتاء الزكاة والانفاق والاستقامة في الجهاد ، وفي مواجهة المشاكل ، وقد جاء نظير هذا المعنى في الآية ٨ من سورة الحشر أيضاً.
من مجموع هذه الآيات وكذلك من اطلاق الآية مورد البحث التي تأمر باتباع الصادقين بدون قيد أو شرط ، نستنتج أنّ المسلمين مكلفون باتباع الذين يتمتعون بأعلى مراحل الإيمان والتقوى ، وأسمى المستويات من ناحية العلم والعمل والاستقامة والجهاد ، فالآية لا تقول : كونوا من الصادقين ، بل تقول : كونوا معهم ، بينما نراها تقول : كونوا من الزاهدين وهذا يبرهن على أنّ المراد مرتبة أسمى من المراتب التي يصلها الناس ، وأجلى مصداق لهذا المعنى هم المعصومون ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر أنّ الأمر باتباع الصادقين بشكلٍ مطلق ، وعدم الانفصال عنهم بدون قيد أو شرط ، دليل آخر على عصمتهم ، لأنَّ الاتباع بلا قيد أو شرط لا معنى له إلّافيما يتعلق بالمعصومين.
ونظراً لوضوح محتوى الآية لم يستطع الفخر الرازي انكار دلالتها على وجود المعصوم في كل زمان ومكان ، إلّاأنّه ولعدم إيمانه بعقائد أتباع أهل البيت عليهمالسلام يتحدث عن عصمة