وزمان ، وهي دليل على أنّه يوجد في كل عصر وزمان صادق معصوم (ذلك أنّ المؤازرة والتبعية المطلقة دون قيد أو شرط ليس لها مفهوم سوى للمعصومين فقط) ، وإضافة إلى ذلك فإنّ بعض الروايات الواردة في شرح هذه الآية ، تفسر الصادقين بأنّهم محمد وأهل بيته عليهمالسلام (١).
وبما أنّ هذه الآيات والروايات المتعلقة بها ، ذكرناها في هذه المباحث بشكل مفصل لذا نحجم عن تكرارها مرة اخرى ، وننتقل إلى آيات الفضيلة.
ونؤكد مرّة اخرى على أنّ آيات الفضيلة لا تطرح باعتبار أنّها الآيات التي لها دلالة مباشرة على إمامة وولاية أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، بل الهدف من ذلك هو أن يتضح بشكل جلي أنّ كل واحد منهم كان أفضل أفراد عصره ، وبما أنّه لابدّ من وجود اولي الأمر والإمام المعصوم في كل عصر وزمان طبقاً لمفهوم الآيات السابقة ، فإنّهم مصداق هذا المعنى :
* * *
١ ـ آية الصلوات والتحية
نقرأ في قوله تعالى : (انَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَا ايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). (الأحزاب / ٥٦)
لقد تم تجسيد مقام نبي الإسلام صلىاللهعليهوآله في هذه الآية بأفضل وجه ، ذلك أنّ الله تعالى وملائكته المقربين يصلون على النبي صلىاللهعليهوآله ، وكذلك صدور الأمر لجميع المؤمنين أن يصلوا ويسلموا عليه بدون استثناء.
أي مقام اسمى من هذا المقام؟ وأ ي عظمة فوق هذه العظمة؟
صحيح أنّه لم يرد في هذه الآية ، كلام عن آل الرسول صلىاللهعليهوآله إلّاأننا نقرأ في الكثير من الروايات أنّ أصحابه وانصاره عندما سألوه : كيف نصلي ونسلم عليك ، فقد جعل الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله «الآل» إلى جانب الصلاة عليه ، وجميع الرحمة والسلام اللذين يطلبان من الله
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٢٦٢.