النبي صلىاللهعليهوآله في الصلوة كواجب وفريضة إلهيّة ، هل يمكن مساواتهم مع الآخرين.
وهل يبقى مكان لغيرهم للتصدي لمسألة الولاية والإمامة وخلافة النبي صلىاللهعليهوآله بوجودهم؟ وأي منصفٍ بوسعه أن يرجّح الآخرين عليهم ـ مع حيازتهم على كل هذه الفضائل والمقام الشامخ ـ؟ ألّا توضح كل هذه الادلة مسألة الولاية والخلافة بشكل مباشر؟ لكم أن تحكموا بأنفسكم.
* * *
٢ ـ آية النور والبيوت
نقرأ في الآيات التي تأتي بعد آية : (اللهُ نُورُ السَّموَاتِ وَالْأَرْضِ) ، ما يلي : (فىِ بُيُوتٍ اذِنَ اللهُ انْ تُرفَعَ ويُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيَها بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لَّاتُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ واقَامِ الصَّلَاةِ وإيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخافُونَ يَوماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالابصَارُ* لِيَجزِيَهُمُ اللهُ احسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِن فَضلِهِ وَاللهُ يَرزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَابٍ). (النور / ٣٥ ـ ٣٨)
بعد أن بيّن الله تعالى في الآية ٣٥ من هذه السورة ، النور الإلهيّ بمثال دقيق وظريف ولطيف ، ينتقل إلى مكان هذا النور في الآيات التالية.
تأملوا جيداً في التعابير الآنفة الذكر ، ولاحظوا ما لهذه البيوت الإلهيّة وحرّاسها من مكانة وعظمة ، حسب الوصف والتجسيد الوارد في هذه الآيات ، ثم تأملوا الروايات الواردة ادناه :
ينقل السيوطي في تفسير الدر المنثور عن «أنس بن مالك» ، و «بريدة» (وهما من صحابة الرسول صلىاللهعليهوآله) أنّه عندما تلا رسول الله صلىاللهعليهوآله هذه الآية ، قام رجلٌ ، وقال : «ايُّ بيوت هذه يارسول الله!».
قال الرسول صلىاللهعليهوآله : «بُيُوتُ الأنبياء!».
فقام «أبو بكر» وقال : «هذا البيت منها لبَيْتُ عليٍّ وفاطمة؟!».