جميع الأمة ، أو بتعبير آخر «إجماع الامّة» ، بينما نرى أنّ القضايا التي تحظى بإجماع الأُمّة محدودة للغاية ، والحال أنّ اتّباع الصادقين تكليف عام وفي كل الأحوال والشؤون.
وكذلك لم يفهم أي ناطق بالعربية أثناء نزول هذه الآية أنَّ كلمة «الصادقين» تعني مجموع الامّة ، فكيف يمكن حملها على هذا المعنى؟ أليس من الأفضل الاقرار بوجود صادق في كل عصر وزمان ليس في سيرته السهو والخطأ ويجب علينا اتباعه؟
سؤال : وهنا يثار سؤال وهو : إنّ «الصادقين» ذكرت بصيغة الجمع ، وعليه فلابدّ من وجود عدّة معصومين في كل زمان ، فكيف يتلائم هذا وعقائد أتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام؟
إنّ الجواب على هذا السؤال من خلال الاستناد إلى نقطة ، وهي : إنّ هذا الجمع ربّما يكون إشارة إلى مجموع الأزمنة ، لأنّ «الصادقين» وعلى مدى مجموع الأزمنة يمثلون مجموعة ، تماماً كما يقال : يتحتم على الناس اتباع الأنبياء في كل زمان ، فليس مفهوم هذا الكلام هو وجود أنبياء متعددين في كل زمان ، بل المقصود هو : أنَّ على كلّ قوم اتباع نبي زمانهم ، أو يقال : على الناس أن يعرفوا تكاليفهم تجاه العلماء والمراجع ، أي : على كلّ شخص اتباع عالم ومرجع زمانه.
والشاهد على هذا الأمر هو عدم وجود شخص مفترض الطاعة في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله غيره ، في الوقت الذي تشمل الآية المذكورة زمانه أيضاً بكل تأكيد.
من هنا يتضح أنّ المراد ليس الجمع في زمان واحد ، بل في عدّة أزمنة ، وهذا الكلام هو بمثابة تحليل لهذه الآية.
* * *
وأمّا من ناحية الروايات ، فإنّ الكثير من مفسري ومُحدّثي أهل السّنّة نقلوا عن ابن عباس قوله : إنّ هذه الآية نزلت بحق علي بن أبي طالب عليهالسلام.
ومنهم «العلّامة الثعلبي» في تفسيره ، فقد روى : إنّ ابن عباس قال في تفسير هذه الآية :