٥ ـ نقل الحاكم النيسابوري في المستدرك ، حديثاً أكثر تفصيلاً بهذا الشأن عن أبي سعيد الخدري عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «ينِزِلُ بأُمتي في آخِرِ الزمانِ بلاءٌ شديد من سلطانهِمْ ، لم يُسمع بلاءٌ اشدّ منه ، حَتّى تضيقَ عَنْهُمُ الأرضُ الرَّحْبَةُ ، وحتى يملأُ الأرضَ جوراً وظَلماً ، لا يجدُ المؤمنُ مَلْجأً يَلتَجِأُ اليهِ مِنَ الظلْمِ فيبعثُ اللهُ عزَّ وجَلَّ رجُلاً من عترتي ، فيمَلأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلَئِتْ ظُلماً وَجَوراً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكنُ الارضِ ، لا تدَّخِرُ الأرضُ مِنْ بَذرها شَيْئاً الّا اخْرَجَتْهُ ، ولا السماءُ من قطرها شيئاً الّا صَبَّهُ اللهُ عليهم مدراراً» (١).
وبعد ذكر هذا الحديث يقول الحاكم : هذا حديث صحيح وبالرغم من أنّ «البخاري» و «مسلم» لم يورداه في كتبهما.
ومثل هذه الأحاديث ـ الواردة عن مختلف الرواة من المصادر المشهورة ـ كثيرة جدّاً ، وتشير إلى الحكومة العالمية التي ستقام في نهاية المطاف على اليد المقتدرة الكفوءة للإمام المهدي عليهالسلام ، ويملأ العدل والقسط كل مكان ، ويتحقق بالتالي مضمون الآية السابقة : (أنَّ الأرضِ يَرثُها عباديَ الصالحون).
٢ ـ آية سورة النور
نقرأ في قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِىِ الارْضِ كَمَا استَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلُيمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ امْناً يَعْبُدُونَنِى لَايُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ). (النور / ٥٥)
لقد بُشر المؤمنون الصالحون في هذه الآية المباركة وبشكل صريح ، أنّهم سيمسكون زمام السلطة والحكومة على الأرض في نهاية المطاف ، وسيُنشر الدين الإسلامي ، وستتبدل حالات اللا أمن والخوف إلى الاستقرار والأمن ، وتُقلع جذور الشرك في جميع أنحاء العالم ،
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ، ج ٤ ، ص ٤٦٥.