كل هذه التعابير تقول بأجمعها إنّ الانتظار يعد ثورة مقرونة بشكل مستمر بالجهاد الواسع الشامل ، اجعلوا هذه المسألة نصب أعينكم كي ننتقل إلى مفهوم الانتظار ، ثم نستخلص النتيجة من مجموع هذه المفاهيم.
مفهوم الانتظار :
«الانتظار» : يُطلق عادةً على حالة من يشعر بعدم الارتياح من الوضع الموجود ، ويسعى من أجل ايجاد وضع أفضل.
ومثله كمثل المريض الذي ينتظر تحسن حالته ، أو الأب الذي يعيش حالة انتظار عودة ولده من السفر ، أو مَن يشعر بعدم الارتياح من مرض أو فراق الولد ويسعى من أجل وضعٍ أفضل.
وكذا الحال بالنسبة للتاجر الذي يشعر بعدم الارتياح من وضع السوق المضطرب ويعيش الانتظار كي تنتهي الأزمة الاقتصادية ، فانه يعيش كلا الحالتين «عدم الانسجام مع الوضع الموجود» ، و «السعي من أجل وضعٍ أفضل».
وبناءً على ذلك فإنّ مسألة انتظار حكومة الحق والعدالة للامام «المهدي» وقيام المصلح العالمي مركّبة في الواقع من عنصرين ، عنصر «النفي» وعنصر «الإثبات». ويمثل عنصر النفي عدم الانسجام مع الوضع الموجود ، ويمثل عنصر الإثبات السعي من أجل الحصول على الوضع الأفضل.
وإن حلّت هاتان الخصلتان بصورة متجذرة في روح الإنسان فستكونان مصدراً لنوعين من الأعمال الواسعة الشاملة.
وهذان النوعان من الاعمال يتمثلان بترك أي نوع من أنواع التعاون والانسجام مع عوامل الظلم والفساد ، وحتى النضال والاشتباك معها من جهة ، وبناء الذات واعدادها والمحافظة عليها من الزلل ، واكتساب الاستعدادات الجسمية والروحية والمادية والمعنوية من أجل تبلور تلك الحكومة العالمية والشعبية الموحّدة من جهة اخرى.