والاجتماعية ، هذا هو معنى الانتظار الواقعي ، فهل يتسنى لاحدٍ الادّعاء بأنّ مثل هذا الانتظار ليس بنّاءً؟
الفلسفة الثانية : أعمال الرعاية الاجتماعية
المنتظرون الصادقون مكلفون في نفس الوقت بأن لا يركّزوا اهتمامهم بأنفسهم فحسب ، بل بمراقبة أحوال بعضهم البعض ، وأن يبادروا في إصلاح الآخرين وإصلاح أنفسهم ، لأنّ البرنامج العظيم والثقيل الذي ينتظرونه ليس برنامجاً فردياً ، بل إنّه برنامج ينبغي أن تساهم فيه جميع عناصر الثورة ، ولابدّ أن يكون طابع العمل طابعاً جماعياً وجماهيرياً ، ولابدّ أن تتناغم الجهود والمساعي ، وينبغي أن يكون عمق الانسجام وسعته بعظمة ذلك البرنامج الثوري العالمي الذي يعيشون انتظاره.
وفي هكذا ميدان واسع للمنازلة الجماعية ، ليس بوسع أي فردٍ أن يبقى غافلاً عن أحوال الآخرين ، بل إنّه مكلّف بإصلاح أي نقطة ضعف في أي مكانٍ يراها ، وأن يرمم أي موضعٍ متضرر ، وأن يقوي كل جزء ضعيف ، لأنّه بدون الاشتراك الفعّال والمنسجم لكل المناضلين فإنّ تطبيق مثل هذا البرنامج يعدُ امراً مستحيلاً.
وبناءً على هذا فإنّ المنتظرين الواقعيين واضافة لسعيهم في إصلاح أنفسهم ، مكلفون أيضاً بإصلاح الآخرين.
هذا هو الأثر البنّاء الآخر لانتظار قيام مصلحٍ عالمي ، وهذه هي فلسفة كل تلك الفضائل المعدّة للمنتظرين الحقيقيين.
الفلسفة الثالثة : المنتظرون الحقيقيون لا يذوبون في فساد المحيط
الأثر المهم الآخر الذي يمتاز به انتظار المهدي هو عدم الذوبان في مفاسد المحيط ، وعدم الاستسلام أمام الانحرافات والفساد.
وتوضيح ذلك : إنّه عندما يشيع الفساد ويجر الأكثرية نحو التلوث ، فإنّ الأفراد الطاهرين