١ ـ حديث الثقلين
لقد سمي هذا الحديث بهذا الاسم لأنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال فيه : «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ...» (١). ونقل هذا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بشكل واسع للغاية في كتب الشيعة والسّنة المشهورة (وفي مصادر الدرجة الاولى) بحيث لم يبق معه شك في صدور هذا الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآله. وبشكل عام ، يمكن الاستفادة من هذه الأحاديث ، بأنّه من الأحاديث التي لم يدل بها الرسول صلىاللهعليهوآله لمرة واحدة فيكون حديثا واحداً ، ورواته كثيرين ، بل إنّه صلىاللهعليهوآله ذكره في موارد مختلفة ، وقد روي بروايات متعددة.
ونذكر هنا رواة هذا الحديث والكتب الإسلامية التي ورد فيها :
١ ـ ففي صحيح مسلم الذي هو من أشهر المصادر لدى أهل السنّة وأهم الصحاح الستة ، ينقل عن «زيد بن أرقم» أنّه قال : «قام رسول الله صلىاللهعليهوآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً ، بين مكة والمدينة (٢) ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر ، يوشك أن يأتي رسول ربّي فاجيب وأني تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي اذكركُم الله في أهل بيتي ، اذكركُم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي» (٣).
__________________
(١) تقرأ كلمة «ثقلَين» على نحوين فتارة تقرأ على وزن «حَرَمَين» ، ومفردها (ثَقَل) على وزن «حَرم» وتعني الشيء الثمين والنفيس ، كما تأتي بمعنى امتاع المسافر ، وتارةً تُقرأ (ثِقْلَيْن) على وزن (سِبْطَيْنِ) حيث تعني الشيء الثقيل ، ويعتقد صاحب كتاب «التحقيق» أنّ الاولى تعني القيمة المعنوية (والثانية أكثر شمولية) كما ينبغي الانتباه إلى أنَ (ثَقل) على وزن (حرم) صفة مشبهة ، و (ثِقْل) على وزن (سبط) اسم مصدر.
(٢) جاء في هامش صحيح مسلم أنّ غدير خم يبعد عن الجحفة ثلاثة اميال.
(٣) صحيح مسلم ، ج ٤ ص ١٨٧٣.