فكيف يمكن المرور مرور الكرام بحديث نقله نيفٌ وعشرون من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وورد في المصادر الشهيرة ومن قبل الطبقة الاولى ، ونقل في ما يقارب من مائتي كتاب إسلامي معروف ، لا شك ولا ريب في سنده ، ولا غموض في برهانه؟ من المسلم به أنّ مَن يمر بهذا الحديث مرور الكرام تقع على عاتقه مسؤولية عظيمة.
فالذي يؤمن بالنبي صلىاللهعليهوآله باعتباره رسول الله صلىاللهعليهوآله وخاتم النبيين والأمين على الوحي ، ويرى تأكيده على التمسك بهذين الأمرين المهمين رأي العين ، ويعتبر أنّ الهدى في اتباعهما ، عليه أن يعلم أنَّ هناك سرّاً مهماً يكمن في هذين الأمرين.
* * *
المسائل المهمّة المستوحاة من حديث الثقلين :
إنّ هذا الحديث الشريف يرسم خطوطاً مهمّة أمام المسلمين ، وسنشير إلى جانب منها بشكل مختصر :
١ ـ إنّ القرآن وأهل البيت عليهمالسلام متلازمان دائماً ولا يمكن فصلهما ، والذين يبحثون عن حقائق القرآن يتحتم عليهم التمسك بأهل البيت عليهمالسلام.
٢ ـ كما أنّ اتّباع القرآن واجبٌ على المسلمين بلا قيد أو شرط فإنّ اتّباع أهل البيت عليهمالسلام واجبٌ أيضاً بلا قيد أوشرطٍ.
٣ ـ إنّ أهل البيت معصومون عليهمالسلام ، فعدم افتراقهم عن القرآن من ناحية ، ووجوب اتباعهم بلا قيد أو شرطٍ من ناحية اخرى ، دليل واضحٌ على عصمتهم من الزلل والخطأ والذنب ، فلو كانوا يذنبون أو يخطئون لانفصلوا عن القرآن ، وأنّ اتباعهم لم يؤمِّن المسلمين من الضلالة والانحراف ، وأنّ قوله صلىاللهعليهوآله : «ما إن تمسكتهم بهما لن تضلوا» ، دليل جليٌّ على عصمتهم.
٤ ـ والأهم من كل ذلك أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد رسم هذا الخط للمسلمين على مر الزمان إلى يوم القيامة ، فيقول : «إنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» فهذا يوضح بجلاء أنّ هناك