مضمون حديث النجوم :
إن حديث أو أحاديث النجوم تشير إلى امور مختلفة :
١ ـ إنّ هذا الحديث في واقع الأمر إشارة إلى آيات القرآن التي تبيّن أنّ لنجوم السماء أثرين مهمين :
أولاً : قوله تعالى : (وَبالنَّجْمِ هُم يَهتَدُونَ). (النحل / ١٦)
ويقول في مكان آخر : (وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِى ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحرِ). (الانعام / ٩٧)
إنّ هذا في الواقع إشارة إلى احدى الفوائد المهمّة للنجوم ، فقبل اختراع البوصلة كان من المتعذر تشخيص الطرق لاسيما في الأسفار البحرية ـ حيث لا وجود للجبال والأشجار ـ إلّا عن طريق النجوم ، لهذا فإنّ السفن تتوقف عن المسير خلال الليالي التي تغطي فيها الغيوم السماء ، وإذا واصلت طريقها فإنّ خطر الموت يهددها.
وهذا يعود إلى أنّ نجوم السماء متجمعة ماعدا النجوم الخمسة السيارة (عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري ، وزحل) ولا تغير مكانها ، وكأنّها جواهر قد رصعت قطعة قماش سوداء ، وهذه القطعة سحبت باتّجاه معين وهنّ يأخذن بها في الاتّجاه المعاكس ، لهذا فقد سميت «الثوابت» بالإضافة إلى النجمة القطبية الثابتة في مكانها التي لاتبزغ أو تأفل كسائر النجوم ، وهذا الوضع أدّى إلى أن يتعرفوا على سائر النجوم ويعرفوا مكانها على مدار السنة ، وأن يلتمسوا طريقهم نحو مقاصدهم من خلال الخارطة التي كانت لديهم.
والفائدة الاخرى هي مايقوله القرآن في أنّ بعض النجوم «رجومٌ» للشياطين ، أي أّنها بمثابة السهام التي تنطلق نحو الشياطين وتحول دون نفوذهم إلى السموات ، إذ يقول القرآن : (انَّا زَيّنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَواكِبِ* وَحِفْظاً مِّنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مّارِدٍ* لَّا يَسَّمَّعُونَ الَى المَلَا الاعْلَى وَيُقذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ* دُحُوراً وَلَهُم عَذابٌ وَاصِبٌ). (الصافات / ٦ ـ ٩)
من هذه الآيات وسائر آيات القرآن يمكن أن ندرك مفهوم أمان النجوم لأهل الأرض.