٤ ـ حديث «الأئمّة الأثنى عشر»
الحديث الآخر الذي يكشف عن منزلة أهل البيت عليهمالسلام في الولاية والإمامة بشكل عام ، وبإمكانه الاجابة عن الكثير من الأسئلة التي ترد بهذا الصدد ، هو ذلك الحديث الذي يذكر أنّ الأئمّة اثنى عشر وهو من أشهر الأحاديث ، وقد نقل في أكثر كتب الصحاح ، وفي البداية نتجه نحو سند الحديث ، ومن ثم نتطرق إلى مضمونه :
روي هذا الحديث عن جملة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ تنتهي أكثر الأسانيد إلى «جابر بن سمرة» ، ثم إلى «عبد الله بن مسعود» و «عبد الله بن عمر» ، و «عبد الله بن عمرو بن العاص» ، و «عبد الملك بن عمير» ، و «أبي الجلد» ، و «أبي جحيفة» (وهم سبعة أشخاص على الأقل) ، إلّاأنّ حفاظ الحديث والذين نقلوه في كتبهم بلغوا العشرات ، والآن نلفت انتباهكم إلى جانب منها :
١ ـ روي في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة أنّه قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : «لايزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة ـ ثم قال كلمة لم افهمها! فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : كلّهم من قريش» (١).
وينقل في هذا الكتاب بسند آخر عن جابر ، وجاء : «لايزال هذا الأمر» بدلا عن «لايزال هذا الدين عزيزاً» ، وجاء في تعبير ثالث وبسند آخر : «لايزال هذا الدين عزيزاً منيعاً».
ويروى عن عامر بن سعد بن أبي وقاص بتعبير رابع : إنني كتبت إلى جابر بن سمرة أن اكتب لي الأخبار التي سمعتها من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكتب لي : سمعت رسول الله يقول : «لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنى عشر خليفة كلهم من قريش».
__________________
(١) صحيح مسلم ، ج ٣ ، ص ١٤٥٣.