وكما يقول بعض الباحثين : «إن قضية الإمامة لا تخص ماضينا ، فحسب فهي قضية العالم الإسلامي المعاصر وقضية الامّة ، فهي عامل بقاء واستمرار النبوة وقضية الإسلام المصيرية» (١).
وبالطبع ، فإننا نتناول بالبحث أولاً مسألة القيادة في عالم الوجود ككُل ، ثم في عالم البشرية ، ومن ثم نتطرق إلى قيادة الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، وفي خاتمة المطاف نتعرض إلى مسألة حكومة وقيادة نوّابهم ، ولكن يبدو من الضروري ذكر بعض الامور :
* * *
١ ـ ماهي الإمامة؟
فيمايتعلق بتعريف الإمامة هنالك اختلاف كثير في وجهات النظر ، ولابدّ من وجود هذا الاختلاف ، فالامامة في نظر طائفة «الشيعة واتباع مذهب أهل البيت عليهمالسلام» من اصول الدين والاسس العقائدية ، بينما تعتبر في نظر طائفة اخرى «أهل السّنة» من فروع الدين والأحكام العملية.
فمن البديهي أن لا تتشابه نظرة الطائفتين إلى مسألة الإمامة ، وأن لا يكون لهما تعريف واحد لها.
من هنا نرى أحد علماء السنة يعرِّف الإمامة هكذا : «الإمامة رئاسة عامة في امور الدين والدنيا ، خلافة عن النبي صلىاللهعليهوآله» (٢).
واستناداً إلى هذا التعريف ، فالإمامة مسؤولية ظاهرية في حدود رئاسة الحكومة ، وغاية الأمر أنّ الحكومة تتأطَّر بإطارٍ ديني ، واتخذت طابع خلافة النبي صلىاللهعليهوآله «الخلافة والنيابة في أمر الحكومة» ، وبطبيعة الحال يمكن انتخاب مثل هذا الإمام من قبل الناس.
واعتبر البعض أنّ الإمامة تعني : «خلافة شخص للنبي صلىاللهعليهوآله في إقامة الأحكام الشرعية
__________________
(١) الإمامة والقيادة ، تأليف آية الله الشهيد المطهري ، ص ١٣.
(٢) شرح التجريد للقوشجي ، ص ٤٧٢