الكافي هي قسم منها ، وقسم كثير اضيف إليها من سائر الكتب (١).
بناءً على ذلك فإنّ قضية وجود حجة على الأرض في كل عصر تعتبر من الامور المسلَّم بها في مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، إلى الحد الذي نقرأ في حديث للامام موسى بن جعفر عليهالسلام : «إنّ الله لا يُخلي أرضهُ من حجةٍ طرفة عين ، إمّا ظاهر وإمّا باطن» (٢).
* * *
الإشارات القرآنية والمنطقية على وجوب الحجّة :
إنّ ما جاء في الروايات الآنفة الذكر يمكن تطبيقه مع الدليل العقلي أيضاً ، لأنّ «برهان اللطف» الذي ورد في مستهل البحث حول لزوم وجود الإمام أو النبي في كل عصر وزمان ، وكذلك المفاسد المترتبة على فقدانه تصدق على ذلك في جميع الأحوال حتى لو كان سكان الكرة الأرضية شخصين فقط.
تقول قاعدة اللطف : إنّ الذي خلق الإنسان من أجل السعادة والتكامل ، وألقى على عاتقه التكاليف ، من الواجب أن يهيء مقدمات هداية الإنسان وتربيته ، وأن يضع تحت تصرفه مستلزمات بلوغ هذا الهدف لأنّه لو لم يفعل هكذا فقد نقض الغرض ، ومن المستحيل أن يفعل الله الحكيم هكذا.
لا شك في أنّ وجود العقل أو القادة العاديين لا يصون الإنسان من الأخطاء والزلات والمعاصي ، وبتعبير آخر : إنّ علم الإنسان لايستطيع لوحده إرشاد الإنسان إلى غايته ، أي طاعة الله والسعادة الأبدية ، بل بالإضافة إلى ذلك فهو يحتاج إلى منْ يرتبط بالعلم الإلهي والمعصوم من الخطأ والزلل والمعصية ، ليتسنى له اتمام الحجة وتوضيح السبيل للناس بشكل تام.
إنّ هذا البرهان يصدق في كل عصر وزمان ، ولكل مجتمع كبيراً كان أم صغيراً حتى ولو
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٢٣ ، من ص ١ إلى ٥٦.
(٢) بحار الأنوار ، ج ٤٧ ، ص ٤١.