وتفسير «حرب الطائي» وتفسير «السدي» وتفسير «مجاهد» وتفسير «مقاتل بن حيان» وتفسير «أبي صالح» وتفسير «محمد بن موسى الشيرازي»).
فقد روي في هذه التفاسير عن ابن عباس أنّ المراد من الآية «فاسألوا أهل الذكر هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، هم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان ، وهم أهل بيت النبوّة» (١).
وملخص الكلام هو : بالرغم من سعة مفهوم الآية ، إلّاأنّ نموذجها الكامل والشامل لا يتصور إلّافي الأئمّة المعصومين عليهمالسلام المنزه علمهم من الخطأ والزلل ، ومن هنا يتضح عدم معارضة نزول الآية بشأن علامات الأنبياء السابقين ، والتوراة ، والانجيل ، والسؤال من علماء اليهود والنصارى ، مع ما قيل في معنى هذه الآية.
* * *
ملاحظة
كما ذكرنا في مبحث علم الأنبياء في الجزء السابع من هذا الكتاب ، فإنّ الأنبياء المكلّفين بهداية الناس في جميع الجوانب المادية والمعنوية ، الذين تمتد حدود مسؤولياتهم إلى الجسم والروح والدنيا والآخرة ، يجب أن يكونوا على جانب كبير للغاية من العلم ليتسنى لهم انجاز هذا الواجب على أحسن وجه.
والأئمّة الذين هم خلفاء النبي يحظون بهذا الحكم أيضاً ، فلابدّ من امتلاكهم لعلم يتناسب مع واجبهم العظيم ليطمئن إليهم الناس ويسلمونهم دينهم.
ويجب أن يكون هذا العلم منزهاً من الخطأ والعيب والزلل ، وإلّا فإنّه لا يحظى بثقة الناس ، ويسمح الناس لأنفسهم بتقديم بعض آرائهم على آراء النبي أو الإمام ، باعتبار أنّ النبي والإمام يخطئان أيضاً ولا ينبغي التسليم لهما مطلقاً ، إذن فالثقة المطلقة تتبع عصمتهما.
يقول القرآن الكريم بشأن إمام بني اسرائيل «طالوت» : (انَّ اللهَ اصطَفَاهُ عَلَيْكُم وَزادَهُ
__________________
(١) احقاق الحق ، ج ٣ ، ص ٤٨٢.