ونختتم هذا الحديث بإشارة اخرى إلى آيات القرآن الكريم فنقرأ في الآية : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيَّنَاتٌ فِى صُدُورِ الَّذِينَ اوْتُوا العِلْمَ). (العنكبوت / ٤٩)
ففي مصادر أهل البيت عليهمالسلام تلاحظ روايات كثيرة بصدد تفسير جملة «الذين اوتوا العلم» في هذه الآية بالأئمّة المعصومين بعد النبي صلىاللهعليهوآله.
وللمزيد من الاطلاع راجعوا بحار الأنوار وتفسير البرهان (١).
٢ ـ الوراثة من النبي صلىاللهعليهوآله
المصدر الثاني من مصادر علوم الأئمّة المعصومين عليهمالسلام هو الوراثة من النبي صلىاللهعليهوآله ، بمعنى أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد علَّم عليّاً عليهالسلام جميع العلوم وشرائع الإسلام ، واستنادا إلى بعض الروايات فإنّ علياً عليهالسلام قد كتب ذلك في كتاب بخط يده وانتقل هذا العلم إلى أولاده أي الأئمّة المعصومين عليهمالسلام نسلاً بعد نسل.
أو بتعبير آخر ـ كما ورد في الروايات ـ أنّ النبي صلىاللهعليهوآله علمَ علياً عليهالسلام ألف باب من العلم ينفتح من كل باب ألف باب.
وقد احتوى في كتاب الكافي على روايات عديدة في هذا المجال ، منها ما نقرأه في حديث عن أبي بصير حيث يقول : سألت الإمام الصادق عليهالسلام إنّ شيعتكم يقولون : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله علَّم علياً عليهالسلام باباً من العلم ينفتح منه ألف باب ، قال الإمام عليهالسلام : «علم رسول الله علياً ألف باب يفتح من كل باب ألف باب».
ثم قال عليهالسلام : «يا أبا بصير! ان عندنا الجامعة ... قلت وما الجامعة؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلىاللهعليهوآله واملائه ، من فَلْق فيه ، وخطّ علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام ، وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الارش من الخدش» (٢).
والجدير بالذكر أنّه قد وردت روايات لا حصر لها في اشهر كتب السنة والشيعة حول
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٢٣ ، ص ١٨٨ ـ ٢٠٨ ؛ وتفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٢٥٤ ـ ٢٥٦ (لقد روي في هذين الكتابين مايقارب عشرين حديثاً بهذا الصدد).
(٢) اصول الكافي ، ج ١ ، ص ٢٣٩.