روح القدس على لسانك بهذين البيتين» (١).
من هنا يتضح جيدا أنّ «روح القدس» روح معينة تعين الإنسان أثناء ادائه للاعمال المعنوية الإلهيّة ، وبطبيعة الحال فإنّها متفاوتة بتفاوت مراتب الأشخاص ، فهي لدى الأنبياء والأئمّة المعصومين تكون فعالة وتعمل بشكل استثنائي وأكثر وضوحاً ، ولدى الآخرين تكون وفقاً لقابلياتهم وإن كنّا نفتقد العلم بماهيتها وتفاصيلها.
وجاء عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* اوْلَئِكَ المُقَرّبونَ) (الواقعة / ١٠ ـ ١١)
فقال : «فالسابقون هم رسل الله عليهمالسلام وخاصة الله من خلقه ، جعل فيهم خمسة أرواح ، أيدّهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء ...» (٢).
وجاء في رواية اخرى عن الإمام الباقر عليهالسلام بهذا الصدد حيث قال بعد تعداده للأرواح الخمسة الموجودة لدى الأنبياء والأوصياء : «فبروح القدس .. عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى» (٣).
وهناك روايات كثيرة اخرى بهذا المجال في اصول الكافي وسائر الكتب ، حيث لا يسع المجال لشرحها هنا.
نعم فالإمداد الإلهي عن طريق روح القدس مصدر آخر من مصادر علم المعصومين عليهمالسلام.
٥ ـ النور الإلهي
المصدر الخامس الذي يمكن ذكره لعلوم الأئمّة هو ماورد في العديد من الروايات في اصول الكافي ، منها ما يقوله «حسن بن راشد» : سمعت الإمام الصادق عليهالسلام يقول : «... فاذا
__________________
(١) كشف الغمة ، ج ٣ ، ص ١١٨ ؛ واعلام الورى ، ص ٣٣١ ، وذانك البيتان هما ،
خروج إمام لا محالة خارج |
|
يقوم على اسم الله والبركات |
يميز فيّنا كلَّ حقٍ وباطل |
|
ويجزي على النعماء والنقمات |
(٢) اصول الكافي ، ج ١ ، ص ٢٧١.
(٣) المصدر السابق ، ص ٢٧٢.