ويمثل من جانب آخر مقر الجيش الإسلامي ، ومركز القائد العام لهذا الجيش.
ومن جهة ثالثة يمثل محكمة القضاء أو كما يقال بيت العدالة.
ومن جهة رابعة يمثل مركز بيت المال وجمع الزكوات والغنائم الحربية ، وبالرغم من صغر حجمه وبساطته التي كان عليها فإنّه كان يسع لاستيعاب جميع هذه الامور!
وقد اختار النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله لكل أمرٍ من هذه الأمور ، مسؤولاً أو عدداً من المسؤولين ، واستمر هذا الأمر بعده صلىاللهعليهوآله على هذا المنوال ، وخاصةً في عصر الإمام علي عليهالسلام ، إذ اتخذ طابعاً جديداً وتنظيمات أوسع بموازاة توسّع رقعة الدولة الإسلامية وتطورها في العالم ، إذ تمّ توضيح قواعده في عهده عليهالسلام لمالك الاشتر رضى الله عنه.
وكل ذلك يدل على أنّه لابدّ من النظر إلى مسألة النظام التنفيذي بعد مسألة الشورى ، إذ بدون ذلك يفقد أي قانون قيمته واعتباره.
* * *
صفات وشروط المسؤولين التنفيذيين :
تناول القرآن الكريم وبشكل صريح في ثلاثٍ من آياته المباركة ـ وعلى نحو الإشارة في العديد من الآيات الاخرى ـ صفات وخصائص العمال اللائقين في الحكومة.
نقرأ أولاً في قصة طالوت وبني اسرائيل : «عندما اعترض بنو اسرائيل على انتخاب طالوت من قبل نبيهم (اشموئيل) لقيادة الحكومة ، وقالوا بعدم جدارته بسبب عدم امتلاكه المال والثروة (وعدم انتسابه إلى احدى الاسر المعروفة في بني اسرائيل) ، خاطبهم نبيهم قائلاً : لقد أوتي اثنتين من الصفات : سعة العلم ، وقدرة في الجسم ، وبسبب هاتين الصفتين (العلم والقوة) اختاره الله تعالى» ، (إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيكُم وَزَادَهُ بسَطَةً فِى العِلْمِ وَالجِسْمِ) (البقرة / ٢٤٧)
وبناءً على ذلك فقد عدَّ القرآن الكريم صفتي العلم والقوة على أنّهما يمثلان الشرطين الأساسيين لرئيس الحكومة الإسلامية أولاً ، ومن ثم يشمل ذلك جميع العاملين في تلك الحكومة أيضاً.