هيكلية السلطة التنفيذية
يتألف النظام التنفيذي عادةً من شبكة واسعة ، يقف على رأسها رئيس الحكومة ، ويليه الوزراء في المرتبة التالية ، ويأتي في المرتبة الثالثة منهم المديرون العامون والمحافظون ، ورؤساء الاقسام والنواحي التابعة ، وكل دولة سواء كانت كبيرة أم صغيرة ، فإنّها بحاجة إلى هذه التقسيمات ، سواء كانت بهذه المسميات أو بغيرها.
والواقع أنّ هذه الشبكة الواسعة تمتلك فلسفة واضحة ، تستمد قوتها من مسألة ضرورة تقسيم الأعمال.
وتمثل هذه المسألة في عالم التشريع والانظمة البشرية ، صورة واضحة عن تركيبة النظام التكويني ، فعندما ننظر إلى بدن الإنسان من حيث تشكيلاته الداخلية والخارجية ، نرى أنّ هذا «العالم الصغير» الذي انطوى فيه «العالم الكبير» ، يمتلك نظاماً تنفيذياً غايةً في الانسجام ، مع شبكةٍ واسعة لتقسيم الأعمال.
وعندما يقرر العقل أداء عملٍ ما ، ويصدر الأمر النهائي بذلك ، يبدأ كل جزء من أجزاء جسم الإنسان بأداء نشاطه الخاص به ، ويواصل تنفيذ ذلك العمل إلى مراحله النهائية بانسجام كامل.
وكمثال بسيط على ذلك ، عندما يشعر الإنسان بالخطر ، كأن يُدرك بواسطة العين أو الاذن ، وجود حيوان مفترس بالقرب منه (كأن يرى هيكله أو يسمع صوته) ، ولا يملك سلاحاً يدافع به عن نفسه ، وبالقرب منه ملجأ يمكن أن يلوذ به ، فإن أمر الفرار نحو ذلك الملجأ سيصدر له من العقل ، وسرعان ما تبدأ شبكات الاعصاب والعضلات بالعمل ، وتزداد