الطبقة العامة والكادحة ، والإجتناب عن الطبقة المترفة وموالاتها ، والسعي دائماً لكسب رضا الطبقة الأولى دون الثانية ، يقول عليهالسلام :
«وَلْيَكُنْ احَبَّ الامُورِ الَيْكَ اوْسَطُها فِي الْحَقِّ وَاعَمُّها فِي الْعَدْلِ وَاجْمَعُها لِرِضَى الرَّعِيَّةِ ، فَانَّ سُخْطَ الْعامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخاصَّةِ ، وَانَّ سُخْطَ الْخاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعامَّةِ ، وَلَيْسَ احَد مِنَ الرَّعِيَّةِ اثْقَلُ عَلَى الْوالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخاءِ وَاقَلُّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلاءِ وَاكْرَهُ لِلِانْصافِ وَاسْأَلُ بِالالْحافِ وَاقَلُّ شُكْراً عِنْدَ الاعْطاءِ وَابْطَأُ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ ، وَاضْعَفُ صَبْراً عِنْدَ مُلِمّاتِ الدَّهْرِ مِنْ اهْلِ الْخاصَّةِ ، وإنّما عِمادُ الدّينِ وَجِماعُ الْمُسْلِمينَ وَالْعُدَّةُ لِلَاعْداءِ ، الْعامّةُ مِنَ الامَّةِ ، فَلْيَكُنْ صِغُوكَ لَهُمْ وَمَيْلُكَ مَعَهُمْ».
ويأمر عليهالسلام في محل آخر بأن يبتعد كل البعد عن أهل الحسد والذين يبحثون عن عيون الناس ، ويقول :
«وَلْيَكُنْ ابْعَدُ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَاشْنأُهُمْ عِنْدَكَ ، اطْلِبُهُمْ لِمَعايِبِ النّاسِ ، فَانَّ فِي النّاس عُيُوباً الْوالِي احَقُّ مَنْ سَتَرها ، فَلا تَكْشِفَنَّ عَمّا غابَ عَنْكَ مِنْها ، فَانَّما عَلَيْكَ تَطْهيرَ ما ظَهَرَ لَكَ وَاللهُ يَحْكُمُ عَلى ما غابَ عَنْكَ!».
* * *
٧ ـ الإتصال المستمر بالعلماء
التعاون والإتصال المستمر مع المتخصصين والمفكرين والعلماء من كل فن أحد النقاط المهمّة في الثقافة الإسلامية الحاكمة على الجهاز التنفيذي ، وقد جاء في عهد مالك الأشتر أيضاً :
«وَاكْثِرْ مُدارَسَةَ الْعُلماءِ وَمُناقَشَةَ الْحُكَماءِ فِي تَثْبيتِ ما صَلَحَ عَلَيْهِ امْرُ بِلادِكَ واقامَةِ مَا اسْتَقامَ بِهِ النّاسُ قَبْلَكَ» (١).
ويستفاد من هذه العبارة بصورة جيدة أنّ على المسؤولين والحكام الإسلاميين أن يكون لهم دائماً مستشارون في مختلف المسائل السياسية والاجتماعية ، ولا يتخذوا قراراً أو يبرموا أمراً في المسائل المهمّة من دون مراجعة هؤلاء المستشارين.
__________________
(١) نهج البلاغة ، الرسالة ٥٣.