وأحياناً يقوم هؤلاء السحرة بدور إغواء الناس البسطاء فيحرفونهم عن الاعتقاد بمعاجز الأنبياء ، وهذا ذنب عظيم يستوجب عقاباً شديداً.
* * *
كان ذلك ، فهرسة للحدود الإلهيّة في الإسلام ، الهدف منها تطهير المجتمع والحدّ من انتشار الفساد والمنكرات وضياع الأمن بين الناس.
ومضافاً إلى هذهِ الحدود ، وكما أشرنا سابقاً ، فإنّ بعض العقوبات الاخرى مقررة في الإسلام ، سمّاها الفقهاء «التعزيرات» (والتعزير ياتي بمعنى المنع ، التأديب ، التعظيم والاحترام والنصرة أيضاً كما بينا ذلك سابقاً ، وكل هذهِ المفاهيم تجتمع مع التعزير بمعنى «العقاب» ، وذلك لأنّ التعزير يمنع المجرم والمذنب من الذنب ، ويؤدبه ، ويبعث على احترامه وتعظيمه في المستقبل ، وينصره على هواه ونفسه الأمارة).
قلنا بان «التعزيرات» هي العقوبات التي تجري في الذنوب التي لم يرد فيها حدُّ معين.
وتوضيح ذلك :
إنّ كل قانون لابدّ من ضامن لتنفيذه ، بمعنى السند الّذي يوجد دافعاً عقلائياً لاجرائه ، فإن خلى القانون من هذا السند تبدل إلى توصية أخلاقيّة بحتة ، وخرج عن النطاق العملي.
صحيح أنّ الدوافع الإلهيّة والثواب والعقاب يوم القيامة ، من الدوافع القوية عند المؤمنين ، ولكن الإسلام لم يكتف بهذهِ الحوافز الاخروية وإن كان يحترمها ويقدسها ، ولكنه أضاف إليها دوافع دنيوية ومادية ، ليعمل من كان ضعيف الإيمان والذين لا تؤثر فيهم الوعود الاخروية كثيراً ، على رعاية تلك القوانين خوفاً من العقاب على أقل التقادير ، كي لا يتحول المجتمع إلى ميدان يجول ويصول فيه المفسدون الفاسدون عديمو أو ضعيفو الإيمان.
ولما كانت الذنوب يختلف بعضها عن البعض الآخر ، كما ويختلف المرتكبون لها من جهة الاطلاع والعمر والسوابق الاخلاقية ، وكذا المكان والزمان ، وقدرة تحمل تلك