٤ ـ «الملازمة» وهي شكل آخر من السجون ، وتكون بهذا الترتيب مثلاً ، بأن يلازم الدائنُ المدين المتمكن ولا ينفصل عنه حتى يأخذ حقه.
٥ ـ مسألة «استرقاق الأسرى» تعتبر أيضاً قائمة مقام السجن ، وقد وردت أحكامها مفصلاً في الفقه الإسلامي.
هذه أشكال بدائية وبسيطة للسجون ، وقد تغيرت وتعقّدت بمرور الزمن واتساع المجتمع الإسلامي وتعقيد الحياة وزيادة عدد المجرمين ، وأصبح السجن على شكل بناء مخصص ، وإن كان السجن موجوداً وبشكل كامل في بلدانٍ اخرى وقبل قرون من الزمن.
* * *
أولُ سجن أُسّس زمن عمر بن الخطاب :
على الرغم من اصرار بعض المؤرخين على عدم وجود سجن بمعنى المحل الخاص لحجز المجرمين في زمن الخلفاء الثلاثة الأُوَل ، وإن السجن بُني في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، إلّاأنّ هذا الادّعاء مخالف لكثير من الروايات التي ورد فيها أنّ «عمر» كان أول من أقدم على تأسيس السجن في الإسلام.
والشاهد على هذا الأمر هو ما ذكره «ابن همان» في كتاب «شرح فتح القدير» المصنف في الفقه الحنفي حيث يقول :
«لم يكن السجن موجوداً في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ولا زمن خلافة أبي بكر ، بل كان المجرمون يُحجزون في المسجد أو في دهليز المنازل ، حتى جاء «عمر» فاشترى بيتاً في مكة بأربعة آلاف درهم وجعله سجناً (١).
وقد ذكر هذا المطلب في كتب أخرى أيضاً ككتاب «النظم الإسلامية» وكتاب «الجنبات المتحدة بين القانون والشريعة» ، فقد صرّح هؤلاء أنّ «عمر» اشترى تلك الدار من «صفوان بن أميّة» أحد زعماء مكة ، وقد ذكر هذا المطلب أيضاً في كتاب «المهذب» لأبي إسحاق
__________________
(١) شرح فتح القدير ، ج ٥ ، ص ٤٧١.