مع أنّه متمكن من الأداء ، فهنا قد يحبس المدين حتى يضطر إلى دفع ما عليه للدائن ، ولكن هنا لابدّ من الافراج عنه فوراً بمجرد أن يقبل دفع حق الدائن إليه ، لأنّ فلسفة الحبس تنتهي بهذا المقدار.
٧ ـ سجن الحفظ
وهذا السجن قد يوجد ولكن بندرة ، وهو مورد بعض الأشخاص الذين اشتد غضب الناس عليهم إلى درجة أنّ وجود هؤلاء الأشخاص في المجتمع يشكل خطراً على حياة الناس ، في حين أنّهم على فرض ارتكابهم ذنباً فإنّهم لا يستحقون الاعدام ، ومن هنا تضطر الدولة وهي الحافظة لمصالح الناس إلى نقل هؤلاء الأشخاص إلى سجن معين حتى تهدأ ثائرة المجتمع ضدهم ، ومتى ما عادت الأوضاع إلى حالتها الطبيعية اطلق سراح هؤلاء الأشخاص ، وكما قلنا فإنّ مثل هذا السجن نادر التحقق ، وقد تحققت مصاديقه في حالات الثورات والانتفاضات الشعبية والحركات الاجتماعية.
ما ذكرناه من الاقسام السبعة أعلاه ، فلسفة معقولة يمكن تصورها للسجن.
* * *
وفي قبال هذه الفلسفة المعقولة ، توجد أهداف ومبررات لا معقولة وظالمة كانت العامل الأصلي لكثير من السجون في دنيا الأمس واليوم ولا تزال ، ويمكن هنا ذكر عدّة أنواع منها :
١ ـ السجن الانتقامي
سجن ليس له هدف معقول اطلاقاً ، إلّاأنّ الجبّارين والظلمة والاقطاعيين وللانتقام من الاحرار والرعية حيث يحمل هؤلاء الجبّارون حقداً أعمى في قلوبهم على الناس ، فيلقون بهم في السجون ، وكم من شاهد من التاريخ أنّ بعض هؤلاء الناس يبقون في تلك السجون حتى يموتوا وتتهرأ أجسادهم؟