٢ ـ السجون المعدة لقمع التحرر
يحاول الجبّارون كسر روح المقاومة المعنوية أو الجسدية عند المناضلين الثائرين ضدهم ، فيلقون بهم في السجون لأجل ذلك ، وأحياناً يكون الحبس توأماً مع الاهانة والتعذيب الروحي والجسدي ، ومن الواضح أنّ الأفراد المقاومين الصامدين سيخرجون من هذه الحلبة سالمين غانمين ، بل يزدادوا أحياناً صلابة وتجربة وعزيمة كالفولاذ الذي يصهر في الحرارة فيصير أكثر صلابة ونقاءً ، ولكن قد يؤثر هذا السجن سلباً في بعض الأشخاص الضعفاء أو ممن هم في مستوى متوسط من الإيمان والعزيمة ، فنراهم بعد التحرر من السجن يغيرون مسيرحياتهم ويتركون نضالهم ، وقد ينحرف بعضهم ويعمل ضمن أجهزة القطاع الظالم ، وذلك للضغوط التي واجهوها في السجن.
٣ ـ السجن لعزل القيادة عن القاعدة
هذه السجون خاصة بقادة الدين والقادة السياسيين ، حيث إنّ الجبّارين وعندما يضيقون ذرعاً بجهاد هؤلاء يحاولون التفكيك بينهم وبين قواعدهم ومؤيديهم ، فيلقون بالقادة في السجون ، والملفت للنظر أنّ هذه السجون يكون لها في أكثر الموارد نتيجة معكوسة بحيث تؤدي إلى زيادة الانسجام والتآلف بين القواعد والقيادات ، فتعزر مكانة القادة في قلوب مؤيديهم ، وتزيد من جماهيريتهم.
٤ ـ السجن لرفع المضايقات
أحياناً يكون وجود العالم ، المخترع ، القائد ، أو أي فرد لائق ، مزاحماً لوجود الحكام الجبّارين ، فما يكون من الجبّارين إلّاأن يودعوا هؤلاء في السجون ليرتاحوا من مضايقاتهم ومزاحمتهم ، ويستمروا في تسلطهم وتجبّرهم دون مزاحم.
حتى أنّ التاريخ نقل لنا أنّ بعض الجبّارين قام بسجن أزواج نساء جميلات من دون ذنب سوى السيطرة على نسائهم!