وجملة (أَمْسِكُوهُنَّ فِى الْبُيُوتِ حَتَى يَتَوفَاهُنَّ الْمَوتُ) ، وإن لم يذكر لفظ السجن فيها ، ولكن الإمساك في البيوت إلى آخر العمر أمرٌ شبيه بالسجن.
وهذا هو المورد الوحيد المتحقق في القرآن حول حكم السجن.
٤ ـ موارد السجن في الروايات الإسلامية
وردت في الروايات الإسلامية موارد متعددة للسجن المؤبد وغيره ، من جملتها :
١ ـ في مورد الإعانة على القتل
إذا أمسك شخص شخصاً آخر فقتله ثالث ، فحكم القاتل هو الإعدام ، وحكم المعاون هو السجن المؤبد ، وهذا الحكم مورد اتفاق وإجماع فقهائنا ، وقد وردت روايات كثيرة في المصادر المعتبرة تدل عليه.
ففي حديث عن الإمام علي عليهالسلام في رجلين أمسك أحدهما بثالث فقتله الثاني ، قال عليهالسلام : «يُقتل القاتل ويحبس الآخر حتى يموت غمّاً كما حَبَسه حتى مات غمّا» (١).
٢ ـ الأمر بالقتل
يرى الفقه الإسلامي أنّ الشخص إذا أمرَ آخراً بقتل ثالث بريء ، لا يحق للمأمور أن يقتل ذلك البريء حتى لو هدده الآمر بالقتل إذا لم يفعل ، إذ لا تقية في الدماء وما يقال من أنّ المأمور معذور لا أساس له من الصحة.
فلو أنّ شخصاً لم يعتقد بهذا الحكم الإسلامي ، فقتل بريئاً حفظاً لنفسه من تهديد الآمر الظالم ، فحكمه في الإسلام هو القتل وحكم الآمر هو السجن المؤبد!
قال الإمام الباقر عليهالسلام في حقّ مثل هذا الشخص : «يُحبَسُ الآمر بقتله حتى يموت» (٢).
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ١٩ ، ص ٣٥ ، ح ١ ، الباب ٧ من أبواب قصاص النفس.
(٢) المصدر السابق ، ص ٣٢ ، ح ١ ، الباب ١٣ من أبواب القصاص.