الحسبة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر
تمهيد :
إنّ قيمة أي قانون مرتبطة بميزان إجرائه ، فأفضل القوانين إذا لم تطبق على الأرض لا تعدو أن تكون مجرّد حبر على ورق ، ولا تحلُّ أي مشكلة من مشاكل المجتمع ، وبالعكس فإن أضعف القوانين إذا طبقت بشكل جيد ودقيق فإنّه يمكنها أن تحلَّ كثيراً من مشكلاته.
ولهذا ، وردت في الإسلام ، والحكومة الإسلامية برامج موسعة وكثيرة لضمان إجراء القوانين والحدّ من التّخلف عنها ، وهذه البرامج تشتمل على الأمور التّالية :
١ ـ الجهاز القضائي.
٢ ـ وظيفة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
٣ ـ مسألة الحسبة.
وقد تكلمنا بالمقدار الكافي حول وظائف الجهاز القضائي وإجراء الحدود والتّعزيرات ، والآن نكرس الكلام للبحث في مسألة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر وموضوع الحسبة.
يعتبر إجراء الحدود والحسبة في الواقع من فروع الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، لإننا نعلم بأنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر له ثلاث مراحل ، إثنتان منها وظيفة عامة النّاس بنحو الواجب الكفائي ، ومرحلة واحدة من وظائف الحكومة ، والمراحل هي :
١ ـ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالقلب (أي أنْ يتأذى القلب من المخالفات والذنوب التي يرتكبها الآخرون ، ويميل إلى الخير والصلاح ، (وقال البعض أنّ المقصود من