الطبّرسي في مجمع البيان أنّ «لبوس» يشمل كلّ أنواع الأسلحة الدفاعيّة والهجوميّة ، ولا تختص بالدّروع (١) ، يقول عزوجل :
(وَعَلَّمْنَاهُ صَنعَةَ لَبُوسٍ لَّكُم لِتُحْصِنَكُمْ مِّنْ بَأْسِكُمْ). (الأنبياء / ٨٠)
٧ ـ وتتحدث سورة الكهف عن قصّة موسى والخضر والعلوم والمعارف التي تعلمهاموسى عليهالسلام من الخضر عليهالسلام ، ونلاحظ أنّ أياً منها لم يكن من العلوم الدينيّة ، بل كانت من العلوم التي تدير المجتمع الإنساني طبق نظام أحسن ، يقول تعالى :
(فَوَجَدَا عَبْدَاً مِّنْ عِبَادِنَا آتينَاهُ رَحمَةً مِّنْ عِنْدِنَا وعَلَّمنَاهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْماً). (الكهف / ٦٥)
ثم يذكر في الآيات اللاحقة ثلاثة نماذج لهذه العلوم وهي ليست من العلوم الدينيّة ، بل مرتبطة بتدبير الحياة.
٨ ـ ورد في سورة النمل الحديث عن اطلاع سليمان عليهالسلام وعلمه بحديث الطير ومنطقه ، ويعتبر ذلك من الأمور التي كان سليمان يفتخر ويتباهى بها ، يقول تعالى :
(وقَالَ يَا أَيُّها النَّاسُ عُلِّمنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ). (النمل / ١٦)
٩ ـ وفي أواخر سورة الكهف وفي قصّة ذي القرنين ، ورد الحديث عن بنائه السّد وإنّه حادثة مهمّة حتى أنّها تبيّن بعض الجزئيات في عملية بناء ذلك السّد وكيفيّة تدبير أمر بناء سدٍّ محكم قوي حديدي للحدِّ من هجوم القبائل الفاسدة والمفسدة (يأجوج ومأجوج) ، يقول تعالى :
(آتُونِى زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَينِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتونىِ أُفْرِغْ عَلَيهِ قِطْراً). (الكهف / ٩٦)
١٠ ـ وفي سورة لقمان أيضاً ، وردت آيات في بيان وصايا لقمان لابنه ، حيث نرى مجموعه من الإرشادات لها جنبة اجتماعيّة وإداريّة ، يعتبر رعايتها والاهتمام بها من الأمور المهمّة في حياة كلّ فردٍ ، من جملتها إنّه قال :
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ، ذيل الآية ٨٠ من سورة الأنبياء عليهمالسلام ولكن هناك قرائن في الآية تشير جميعها إلى أنّها إشارة إلى الدّرع.