٣ ـ تعلّم العلوم المفيدة في الرّوايات الإسلاميّة
وفي الأحاديث الإسلاميّة أيضاً (وتبعاً لآيات القرآن المجيد) فلم تكتف بالحث والتّرغيب لتعلم العلوم الدينيّة فقط ، بل نجد أنّ الرّوايات قد اهتمت بالترّغيب لتعلم العلوم المفيدة في الحياة المادية والمعنوية مضافاً إلى العلوم الدينية ، وإليك نماذج من تلك الرّوايات الشّريفة :
١ ـ ورد في حديث معروف عن النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال :
«اطلبُوا العِلمَ ولو بالصّين فإنّ طَلَب العِلم فَريضَةُ عَلى كُلّ مسلمٍ» (١).
وينبغي الإلتفات إلى أنّ الصيّن في ذلك الوقت كانت أبعد دولة معروفة ، وعليه فإنّ المراد من ذكر الصين هو التمثيل للبعد في المسافات في هذا الحديث.
ومن البديهي ، فإنّ ما كان في الصّين من العلوم لم يكن من العلوم الدينيّة والمعارف القرآنيّة ، إذ لم تكن الصين مركزاً من مراكز الوحي ، بل كان المراد هو العلوم الدنيوية المفيدة.
٢ ـ وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام ، قال : «الحِكْمَةُ ضالةُ المؤمنِ فاطلُبوها وَلو عِنْدَ المُشرِك» (٢).
ومن الواضح ، أنّ ما عند المشركين ليس من العلوم الدينيّة ومعارف التوّحيد ، بل كان عندهم بعض العلوم المفيدة الاخرى النافعة في الحياة.
ومن مثل هذه الأحاديث ، يتداعى إلى الذّهن الشّعار المعروف «العلم ليس له وطن» ويؤكد على أن العلم ضالة المؤمن ، وقد ورد في حديث آخر : «كلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيثُ وَجَدها فهو أحقُّ بها» (٣).
٣ ـ وفي حديث معروف عن النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله : «العلمُ عِلْمان عِلمُ الأديانِ وعِلْمُ الأبدانِ» (٤) (فالعلم الأول أساس سلامة الرّوح والثّاني أساس سلامة جسد الإنسان).
٤ ـ وفي حديث آخر عنه صلىاللهعليهوآله قال :
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ١٨٠ ؛ وكنز العمال ، ح ٢٨٦٩٧.
(٢) بحار الأنوار ، ج ٧٥ ، ص ٣٤.
(٣) بحار الأنوار ، ج ٢ ، ص ١٩٩ ، ح ٥٨.
(٤) بحار الأنوار ، ج ١ ، ص ٢٢٠ ، ح ٥٢.