دور الصحف والمجلات في الحكومة الإسلامية
تمهيد :
لاشكّ في أنّ الصحف والمجلات تعتبر اليوم من أهم وسائل التّربية والتعليم في العالم ، والتي انتشرت بفضل التّقدم العلمي وتطور التّكنولوجيا والصّناعة ، ولذا فهي عاملٌ مهم في تهذيب الأفكار العامة أو تخريبها وتضليلها ، وقد يصل عدد النّسخ المطبوعة لمجلة من المجلات أو صحيفة من الصحف ، إلى عدّة ملايين نسخة ، توزع في عدّة قارات من هذا العالم في نفس الوقت تقريباً ، فتؤثر في توجيه أفكار المجتمعات في العالم نحو جهة معينة.
ولاشك في أنّ دور الصّحف والمجلات لم يكن واسعاً ومؤثراً في السّابق كما هو عليه اليوم ـ كما في كثير من الأمور الاخرى أيضاً ـ ولكن وعلى أيّة حال ، كان للكتاب والمكتبات على طول التّأريخ أثرٌ بالغٌ في التربية والتعليم وانتقال العلوم من جيل إلى آخر وفي تكامل الثّقافة البشريّة.
وبعد هذه الإشارة الخاطفة ، نعود إلى القرآن الكريم ، ونتأمل في الأهميّة التي أوْلاها للكتاب والكتابة والتي كانت بلا شكّ مبرراً من مبررات الحركة العلميّة للمسلمين في صدر الإسلام.
وفي القرآن المجيد آيات كثيرة تتعرض لهذا الموضوع ، منها :
١ ـ (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ). (القلم / ١)
٢ ـ (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الاكْرَمُ* الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الانْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ). (العلق / ٣ ـ ٥)
٣ ـ (وَلْيَكْتُبْ بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلُيملِلِ الَّذِي عَلَيهِ الحَقُّ ...). (البقرة / ٢٨٢)