انعكس في الآيات والروايات المذكورة وهي نموذج من تعاليم الإسلام.
والإطلاع على الصنّاعة والتّكنلوجيا ليس أمراً منفصلاً عن ذلك بحال ، لأننا نعلم أن تعلّم كل الأمور المهمّة بنحوٍ من الأنحاء لحفظ المجتمع الإسلامي ، واجبٌ عيني في الفقه الإسلامي ، ولا يحقّ لأي مسلم أن يغفل عنه.
* * *
٣ ـ تأسيس المكتبات
إحدى مسؤوليات الحكومة الإسلاميّة المهمّة فيما يرتبط بمسألة التّربية والتّعليم هو تأسيس المكتبات العامة ، وذلك لأنّ أكثر النّاس غير قادرين على شراء كتب مختلفة وعديدة ، في حين أنّهم يطلبون العلم ويريدون المعرفة ، وحتى لو كانوا قادرين على ذلك ، فإنّه لا يلزم أن تُجَمّد أموال طائلة في المنازل ، فالأفضل أن يتمّ تأسيس مكتبات عامة ليتم استغلال الثروات في أمور أخرى ، ولكي يتمكن الفقير والغني ومتوسط الحال والصغير والكبير من اقتناء الكتب المختلفة ومطالعتها ، سواءً الكتب الدينيّة أو العلميّة أو الأدبيّة أو التّاريخية والسياسية.
وفلسفة تشكيل المكتبات معروفة من قدم الدهر ، ولهذا نجد أن مكتبات عديدة قد اسست منذ آلاف السّنين في نقاط مختلفة من هذا العالم وإن كان بعضها بسيطاً وابتدائياً.
وفي المجتمع الإسلامي ، وللتأكيد الكبير الذي ورد في التعاليم الإسلامية على مسألة العلم والمعرفة نجد أنّ المكتبات العظيمة كانت قد اسست منذ القرن الثّاني للهجرة في البلاد الإسلاميّة ، حتّى أظهر المؤرخون غير المسلمين إعجابهم وتقديرهم لمثل تلك المكتبات.
ولجرجي زيدان ، المؤرخ المسيحي الشّهير ، بحث مفصل حول مكتبات بغداد والأندلس ومصر وسائر نقاط العالم الإسلامي ، الأمر الذي يُبيِّن انفتاح المسلمين العلمي العظيم في القرون الأولى للإسلام.
ومن جملة المكتبات العظيمة المهمّة التي يذكرها هي مكتبة بيت الحكمة في بغداد ،