وَأنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسَنى وَفَضَّل اللهُ الُمجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً).
وبهذا يقسّم القرآن المجيد المسلمين إلى مجموعتين «المجاهدين» و «القاعدين» ، ثُمّ يقسم القاعدين إلى قسمين «اولي الضّرر» و «غير اولي الضّرر» الذين يمتنعون عن الإشتراك في القتال لتخاذلهم ثم يعتبر أنّ الدرجات العظيمة والفضل الكبير والمغفرة والرّحمة الإلهيّة لا تشمل إلّاالمجاهدين.
ومن هنا يتضح تماماً أنّه ، وخلافاً لما هو المعروف اليوم في العالم من أنْ وظيفة القتال مع الأعداء مختصة بمجموعة خاصّة من النّاس.
إنّ وجوب القتال في الإسلام يكون في عهدة كلّ من يقدر على حمل السلاح وجهاد الأعداء ولهذا لم نعهد في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله تشكيل جيش خاص بعنوان القوات المسلحة ، وعندما تندلع الحرب كان كلّ من يقدر على حمل السلاح وباستلهام من القرآن المجيد يحمل سلاحه ويتجه نحو ميدان القتال ، وبتعبير اليوم ، فإنّ لكل فرد من المسلمين مكانه الخاص في صف التعبئة العسكريّة ، وهذا الأمر صار سبباً في تعاظم القدرة العسكريّة عند المسلمين.
* * *
توضيحان
١ ـ الجيوش المنظمة والتعبئة الجماهيريّة
من خلال آيات كثيرة اخرى واردة في أبعاد مسألة الجهاد الإسلامي المختلفة يتضح الهيكل العام للقوات المسلحة في الحكومة الإسلاميّة وخصائصها ، وتبدو امتيازاتها على سائر مناهج المجتمعات الاخرى في الأمور العسكريّة.
وبطبيعة الحال فإننا نعيش في عصر تعقدت فيه الفنون العسكريّة جدّاً ، واكتسبت طابع التّخصص ، فلا مفرَّ من الاستفادة من القوى المتخصصة في هذه الفنون من كبار الضّباط وذوي الرتب العسكريّة الذين درسوا فنون الحرب وتمرنوا عليها ، وعليه فمن اللازم إبقاء